النزف الأخير
صوتك بات يا فيروز يبكيني
ويداعب الأشجان في عمري الحزين
يداعب الأحزان
في غربة الأحلام
يذكرني
بهديل الحمائم
وأنين اليمام
يذكرني
بكل جرح....بكل فرحٍ
بقسوة قلب لا يلين
قد طالت الآهات يا فيروز فينا
وترنحت حزينة
واشتكت حيرى فوق الشفاه
والجرح باق للسنين
أشتف في صوتك الحبيب والوطن
وبسمة الأطفال.. والأصدقاء
وطول انتظار
ولوعة الأزهار اشتياقا للثمار
ويبكي الجرح رثاءً للزمن
وشوقاً للوطن البعيد القريب
لقبلة حيرى علي ثغر الحبيب
يشتكي القلب بآه
في شوقه المخنوق
أشياء وأشياء
أين الأحبة....
لألقي على صدرهم آهاتي الحزينة
وعلى أكفهم أدمعي الوهينة
أين ترابك يا وطن...
أين أضواء المدينة
أين أحلامنا الغراء يا زمن
قد مزقت أشرعتنا الرياح
وبعثر اليم أخشاب السفينة
وهل تبحث...يا قلب في خضم هذا اليم. عن سكينة....
فاستكن....
اسمع لفيروز ما لم تقل
وتحرق شوقا ...قد غدا ملء الضلوع
واخشع يا قلب للأشواق للآهات
للإحساس
الذي فاض على الدنيا سطوع
واخشع لجرحك النازف عشقاً
أم تناسيت مع الجرح الخشوع
هاهي فيروز تنسيني الأنين
وتوقد في دياجير اغترابي
آلاف الشموع
قد غدا الحزن فيّا أشجار طوال
تشعب في كل اتجاهاتي
غير إيقاع أيامي
بعثر هندسة حياتي
وتوغل في شراييني كالظلال
ولم يرحم....دمعة رغم الوداع
أو آهة حبيب...
هزه الحزن ولم يعلم أحزان الخداع
نظرة في عيون طفل
تحمل ألف ألف سؤال
ولم أر دونك يا دهر أظلم
راحل أنا ..وهل من راحل في البحر يرنو للضياع
محال...محال
انت...ايتها العمق
وجهك عندي بكل المقاييس أجمل من وجوه كل الحسان
وجهك. كالوطن...كالسماء
وحبك جميل جميل كالحرية
كطفل يحبو...كأحلام المساء
أعذريني...
إن قسى الدهر على أحلامنا
وخلع عنها يا واحتي الرداء
أحيانا...يحمّلني الشقاء
أبيات عشق من زهور الكون أحلى
لجمالٍ رائع القسمات ساحر
قد جعلني يا ألمي اللذيذ شاعر
لأزرع في شعرك آلاف النجوم
وأنثر على صدرك عقدا من ضياء
أعذريني...إن سافرت بعينيك
على أجنحة الغناء
لأقول لك...
هذه فيروز...
بلسم للجرح في الليل المرير
وفي اشتداد العواصف
تقيني الزمهرير
في بحر اغترابك فينا يا وطن
أذكر الاحلام...
ومجذافي أصابه الوهن
لأسمع فيروز تقول
(هل سكنت الغاب مثلي منزلا ًدون القصور)
فأقول: هذا جرحي
بات في صوتك يا فيروز نزفاً
قد يكون النزف الأخير
فاستكن ...ياقلبي المجروح شوقاً
فاستكن.
......
يحيى...
الأحد، 28 يوليو 2019
النزف الاخير.... للمبدع يحيى بو حسون
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق