أحترق... لأنني أضيء
حملت أوجاعي وقصدت عيادة طبية. عدد مهم من المرضى قبلي، والانتظار يرهقني، وحقيبتي على غير العادة خالية من خير جليس يعينني على قتل الوقت عوض أن يقتلني الضجيج وثرثرة النساء. نظرت إلى طاولة تتوسط الغرفة قد تكدس عليها عدد من الكتب والمجلات الممزقة، وطفل يحاول سكب الماء المعدني في كوب بلاستيكي يوشك أن يغرق تلك الكتب، بينما طفلة تعبث بكتاب صغير جلب انتباهي باختلافه، تكاد تتلف بعض صفحاته. تدخلت بلطافة لأنهي عبث الصغيرين، واستللت الكتاب برفق من اليدين الصغيرتين... أحترق لأنني أضيء... ذلك هو عنوان الكتاب. أمسكته بين كفي كعصفور منتوف الريش سقط سهوا من عشه الآمن وتاه عن أبويه. ضغطت عليه بين كفي لأسوي أوراقه وأطمئنه أنه بين يدين أمينتين. تمعنت فى غلافه، ثم تصفحت أوراقه. فكان مجموعة قصصية لكاتب وطبيب بشري صديق لي بمواقع التواصل. يتضمن الكتاب توقيعه الخاص، إهداء لصديقه الحكيم الذي أتواجد بعيادته... سألت الممرضة إن كان بإمكانها إعارتي الكتاب بغية قراءته. قلبت شفتها السفلى على العليا وهزت كتفيها وقالت: "خذيه نهائيا إن كان يهمك. أعطاني إياه الطبيب ولست من هواة القراءة فلم أعرف ما أفعل به"...
زهرة يبرم/الجزائر
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق