الخميس، 7 مايو 2020

في يوم عصيب...للشاعر المبدع علاء عبد العزيز أبو مسلم

فى يومٍ عصيبٍ حزين فُجعتُ بفجيعةٍ كُبْرى فى يوم الثلاثين من شهر مارس عام ١٩٩١ميلادية الموافق أربعةَ عشرْ من شهر رمضان عام ١٤١١ هجرية فقدنا بموتٍ مفاجئ لأخى الأكبر الأستاذ / السيد أحمد عبد العزيز أبو مسلم تغمده الله بواسع رحمته وعظيم مغفرته وجمعنا وإياه فى جناتٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ... ومما خفف من فجيعة المصاب الأليم أن جعل الله سبحانه وتعالى ختامه مسك ونهايته من الدنيا نهاية سعيدة والحمدلله رب العالمين من قبل ومن بعد .. فقد فارق الحياة مصلياً الصلوات الخمس من الفجر حتى العشاء وصلاة القيام تالياً القرآن وكانت ٱخر سورة تلاها هى سورة الفجر والتى ٱخرها " يا أيتها النفسُ المطمئنة إرجعى إلى ربكِ راضيةً مرضية .. إلى ٱخر الٱيات الكريمة ... وكان قبل وفاته رأى رؤيا حكاها لنا قبل موته أن أحد الأولياء الصالحين يبشرهُ بقربه من رسول الله صل الله عليه وسلم ... ثم بعد أن قام بوجبة السحور ذهب ليتوضأ للاستعداد لصلاة الفجر وبعد الوضوء نادانا فحملناه رحمة الله عليه وأخبرنا أنه يستعد للقاء الله سبحانه وتعالى فأجلسناه وتوجه إتجاه القبلة ونطق بالشهادتين مودعا أباه وأخوته وكل أهله ومحبيه لتصعد روحه إلى بارئها وهو على هذه الحال من رضا الله تعالى وحسن القبول .... فكان منى أنا أخيه الأصغر أن وفقنى الله سبحانه وتعالى إلى هذه القصيدة من الرثاء صورت فيها حالته وأحوالنا قبل الموت ووقت الاحتضار التى كانت تحفها الملائكة من كل جانب وتزف روحه الطاهرة إلى بارئها فى مشهد عظيم توحى بحسن الخاتمة التى ندعو الله رب العالمين أن يحسن ختامنا وإياكم ولكافة المسلمين اللهم ٱمين ..... وهذه القصيدة من إحدى وخمسين بيتاً بعنوان [[ قصيدة رثاء ودمعة وفاء ]] إهداء إلى روح أخى الأكبر تغمده الله بالرحمة والمغفرة والرضوان
﴿﴿ قصيدة رثاء ودمعة وفاء ﴾ ١- والهفَ قلبى على حبيبٍ غابا ••• ذهب الحبيبُ ولم يرد جوابا ٢- يالَلْفَجيعةِ يالَلْرُزْءِ من خطبٍ ••• صخرُ الفَلَاْ من هولهِ ذابا ٣- ترك الحبيبُ أخَ الصبابةِ والضنا ••• ليذوقَ من مُرِّ الكئوسِ شرابا ٤- غاب الحبيبُ فغاب عنَّا بدرُنا ••• وتبدَّلَ النورُ السَنِىُّ ضبابا ٥- غاب اللبيبُ اللٌوْذَعِىُّ من الدُّنا ••• وأُحِيلَ ذو الألبابِ بَعْدُ سرابا ٦- فَلْتَذْرُفٍىْ ياعينُ فيهِ مدامعاً ••• واسْتَرْسِلِىْ ولْتُسْهِبِىْ إسْهَابا ٧- فابكى على خِلٍّ وَفِىٍّ حَانِىٍ ••• هذِىْ المَحَامِدُ أُنْجِبَتْ إنْجَابَا ٨- وابْكِى التُّقَى وابْكِى السماحةَ والحَيَا ••• وابْكِيْهُمُ ولْتَلْبَثِى أحْقابَا ٩- وابْكِى الفصاحةَ والبلاغةَ فىْ الذُّرَى ••• فالْيُتْمُ صارَ لِيَكْتَسِى الإعرابا ١٠- وتَرَمَّلَتْ وتَأَيَّمَتْ أوزانُنَا ••• وتَجَرَّعَ الشعراءُ فيهِ عذابَا ١١- هذِىْ قصائدُ حُبِّهِ مِنْ بَعْدِهِ ••• تُحْنِىْ لها كُلُّ النفوسِ رِقَابا ١٢- خلقٌ كريمٌ قدْ تَسَامَى فى الوَرَى ••• أضحَتْ قلوبٌ لِلْعِدا أصحَابَا ١٣- سَمحُ الشمائلِ والفضائلِ والنَّدَى ••• أَلِفَ القلوبَ فَزَادَهَا إعجابا ١٤-فَلَطَالَمَا صَفَحَ الحبيبُ وطَالَمَا ••• للناسِ أسْلَمَ قلبهُ وَتَحَابَّا // ١٥- هَذِىْ جُمُوعُ الناسِ تشهدُ بالتُّقَى ••• على الصَفِىِّ الذى ماكانَ قدْ عَابَا ١٦ عِلْمٌ غَزِيْرٌ لايَجِفُّ عطاؤهُ ••• أمسى الشيوخُ لِعِلْمِهِ طُلَّابَا ١٧- عَقْلٌ لَهُ وَزَنَ الجبالَ رَزَانَةً ••• هَالَ القلوبَ وحَيَّرَ الأَلْبَابَا ١٨- صَبرٌ جميلٌ فى النوائبِ كُلِّها ••• فَكَأَنَّ بلواءَ الدهورِ خِصَابَا ١٩- حِلْمٌ وإيمانٌ قوىٌّ راسخٌ ••• كلُّ المكارمِ غُيِّبَتْ غِيَّابَا ٢٠ - عَذْبُ الحديثِ إذِ الثَّنَايَا تَلَأْلَأَتْ ••• يَصْغَىْ الجميعُ وكُلُّهُمْ إطْرَابَا ٢١- ولقدْ فُجِعْنَا فَاكتَوَتْ أَكْبَادُنَا ••• لكنَّ لُطْفَ اللهِ كانَ حِجَابَا ٢٢- أينَ الحبيبةُ " أُمُّنَا " رَمزُ العَطَا ••• لِأُقَبِّلَ الأَقْدامَ والأَعتَابَا ؟ ٢٣- أين " البهاءُ " وأين راعِىْ طَرِيقَنا ••• أين " الجميلُ " إذِ الحياةُ صِعَابَا ٢٤- إنِّىْ مُنِيتُ مِنَ الخُطُوبِ فداحةً ••• لكنَّ خَطبَكَ للخطوبِ أَذَابَا ٢٥- لوْ لمْ يكُنْ لُطْفُ الإلهِ لصارَ مَنْ ••• بالمهدِ كهلاً فىْ الكهولِ وشابَا ٢٦- لوْ لَمْ يَكُنْ لُطْفُ الإلهِ لَأَصْبَحَتْ ••• كُلُّ الجبالِ الرَّاسِياتِ تُرابا ٢٧- لَوْ لَمْ يَكُنْ لُطْفُ الرحيم لَبُدِّلَتْ ••• دُوْرُ العبادِ المتقينَ خرابا ٢٨- لَوْ لَمْ يَكُنْ لَطَفَ الإلهُ بِعَبْدِهِ ••• لَانْهارَ مِنْ وَقْعِ الْمُصَابِ مُصَابا ٢٩- قُلْ للقلوبِ السُوْدِ هذا حَظُّنا ••• أَنَّى بِربِّكَ تُنكِرُوا الأَقطابَا ٣٠- قالوا بأنَّ الموتَ أَفْنَى نَبيَّنا ••• قدْ أغضبوهُ وكَذَّبُوا كِذَّابَا ٣١- مَنْ شَاقَّ طهَ كالذى مِنْ غِيِّهِ ••• صَلَّى مُدِيراً ظَهرهُ المِحْرابَا ٣٢- مَنْ عَادَىْ للهِ وَلِيَّاً يَنْتَظِرْ ••• حرباً مِنَ المَولَى القديرِ عِقَابَا ٣٣- مَنْ ينتهجْ نَهْجَ الرشادِ قدْ اهْتدَىْ ••• مَنْ يَتَّبِعْ سُبُلَ الجَفَاْ قَدْ خَابَا ٣٤- "رمضان و"القرٱنُ" يَشفَعُ لِلَّذِىْ ••• سَهِرَ الليالىَ والنهارَ أجابَا ٣٥- قدْ كانَ قبلَ القبضِ فيهِ مُرَتِّلاً ••• "للكهف" ذِكْراً فاسْتَنارَ حِسابَا ٣٦- دَأَبَ الحبيبُ لِذِكرِ رَبِّهِ فى الدُّجَى ••• "ياسين" شَاهِدَةٌ بِأنَّهُ دَابَا ٣٧- "وإذَا وَقَعَتْ" تَلَاهَا فاسْتَظَلَّ بِظِلِّهَا ••• ٱيَاتُهَا تَتْرَى وفِيهَا مَتَابَا ٣٨- "والمُلْكُ والإخلاصُ" تَشهَدُ لِلَّذِىْ ••• للهِ أَخْلَصَ سِرَّهُ وأَنَابَا ٣٩- "والفَلَقُ والنَّاسُ والمَثَانِىْ" بِنُورِهَا ••• و"الكُرْسِى" تَزْهُوْ كُلُّهُنَّ عِجَابَا ٤٠- "الفَجرُ" ٱخِرُ "سُوْرَةٍ" رَتَّلْتَهَا ••• والفجرُ فيهِ تُفارقُ الأحْبابَا !!! ٤١- طُوْبَى لِنَفسٍ تَطْمَئٍنُّ لِرَبًِهَا ••• واللهُ أَجْزَلَ رحمةً وأَثَابَا ٤٢- نُطْقُ الشَّهادَةٍ كانَ ٱخِرَ عَهْدِهِ ••• قدْ قالَهَا شوقاً فقالَ صَوابَا ••• ٤٣- هَيَّا اصعَدٍىْ يارَوْحُ إنِّىْ هائمٌ ••• إنِّىْ لَقِيتُ مِنَ الرحيمِ خِطابَا ٤٤- وأَتَىْ بِهِ المَلَكُ الكريمُ مِنَ السَّمَا ••• أمْراً مِنَ المولى العلِىِّ مُجَابَا ٤٥- "ياليتَ قومِىْ يعلمونَ" بِمِقْعَدِىْ ••• عِند المليكِ قَدْ اتَّخذتُ مَٱبَا ٤٦- " أبا أميرةَ " يامَنْ نِلْت منزلةً ••• طابتْ بها النفسُ والقلبُ قدْ طابا ٤٧- رؤياكَ بُشْرَى وفيها رِىُّ أنفُسِنا ••• فَلَقَدْ أَخَذْتَ من العزيزِ كِتَابَا ٤٨- عُنْوَانُهُ رَمزُ الحبيبِ المُصْطَفَى ••• الكُلُّ يَزْهُوْ والرسولُ أَنَابَا - ٤٩-أنْ بَشًِرُوهُ بِقُرْبِهِ مِنْ ربهِ ••• جناتُ عدْنٍ فَتَّحَتْ أَبْوابا ٥٠- وازَّيَنَت مِنْ تَوِّهَا وتفاخَرَتْ ••• والحورُ تَهْفُوْ كواعِباٌ أترابا ٥١- فانعمْ قريرَ العينِ فى روضَاتِها ••• فرياضُ رِّبِّكَ هَلّلَتْ تِرْحَابَا // الشاعر // علاء عبد العزيز أبو مسلم // جمهورية مصر العربية //

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق