الأربعاء، 22 يوليو 2020

سداسية الحرف المشاكس....للمبدع سعدي عبد الكريم

سداسية الحرف المشاكس

سعدي عبد الكريم

1

من يُروِّضُ
هذا الحرفُ المشاكسُ
المخبوءُ في ذاكرتي
الذي يجذبني
صوبَّ حزنٍ دفينٍ
ربما هو حزنٌ قديمٌ .. جديدٌ
على وطني

2

ليس لي ..
إلا أن انحني في حضرةِ
قبر شهيدٍ
واقبَّلُ جبين امرأةٍ ثكلى
وشيخ بلا مأوى
وطفل مشرد على الرَّصيفِ
وألعنُ كلّ طغاةِ الأرضِ
وجميع القتلةْ

3

من يوقظُ القطا
من غفوتهِ ؟
غير صيادٍ اخرقٍ
بطلقةٍ طائشةٍ
لو كان لي الخيار
لسحبتُ الأزمنة من ياقتها
وصلبتها في الحرورِ قروناً
لتعترفْ ..
بأنها أضاعتْ أعمارنا هدراً
في متاهاتِ الحروبِ
ونزقِ السّاسةِ

4

في وطني
تَتكَوَّرُ اللحظة
من قوافل حزنٍ مثابرٍ
وآفاق وجعٍ مهاجرٍ
وأكوان فقرٍ مستقرٍ
يخترقُ الأزمنة
ثم يأوي إلى فاجعةِ الانتظارِ
أو الاحتضارِ
أو ربما الموتْ

5

بغدادُ ..
تلوحُ ليّ بجسدٍ منخورٍ
ودمشقُ ..
تومئ ليّ برأسٍ منحورٍ
تُرى ..؟
أيهما الجرحُ
وأيهما الجريحُ

6

لم يَمّتْ
ذاك المتوسدُ الليل
دثاراً ..
والمعانقُ النهار
ضوءاً ..
المُتَيمَّمُ بالحُبِِّ
وضوءاً ..
فما زالتْ في الأفقِ
ثمة قصيدةٌ لم تكتبْ بعدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق