( رسالة في حياتي)
***********
أول ورقة من أوراق حياتي ضاعت بإهمالي ضاعت وسط ركام الكتب ضاعت
عدت ذات يوم إلى المنزل فإذا بأبي رحمه الله يقول لي جالك جواب قلت له خير من مين قاللي من الدكتور مصطفى محمود العالم الشهير صاحب برنامج العلم والإيمان؟
قال لي نعم منه
لم أتمالك نفسي من شدة الفرحة كنت في أول سنة في الجامعة وكنت قد التهمت مايزيد عن خمسين كتابا من مؤلفاته كنت في تلك الفترة عضوا ناشطا في مركز شباب القرية وكنت أشترك في المسابقات الدورية التي تعقد وأتقدم إليها تارة بكتابة أبحاث وتارة في المعلومات العامة وأحيانا في مسابقات حفظ القرآن الكريم وفي إحدى المرات كانت جائزتي خمس كتب من مؤلفات د مصطفى محمود وقرأتها وأعدت قراءتها وبدلا من الشعور بالفرحة إذا بي أتحير ويزداد نهمي للقراءة وأشتري كل ماتقع عيني عليه من كتبه أشتريه ولكن العقل أصيب بالظمإ والوجدان أحس بالنهم إلى القراءة أكثر وأكثر واستبد بي الهوى أمسكت بورقة وقلم وكتبت له رسالة كانت تعبر عني وعن حيرتي ودهشتي من موسوعيته وعبقريته وأبثثته مابي من قلق وطلبت لقاءه وعكفت على القراءة ودخل معي على الخط إحسان عبد القدوس وقرات لإحسان أروع ماكتب وهدأت نفسي قليلا
وفي لمح البصر أخطف الرسالة من يد والدي بسرعة وكان قد قرأها ووجدت اسمي بقلم الدكتور مصطفى محمود الأخ العزيز طه صلاح هيكل تحية طيبة وبعد :
ياالله معقول ؟؟؟
نعم هو من كتب اسمي بخطه وتوقيعه الذي أراه على كتبه يطلب مني أن ألتمس له العذر لضيق وقته ولكن ياالله كتب لي رقم تليفونه الخاص أحفظه منذ تلك اللحظة في العام 1987 أي مايقرب من ٣٣ عاما (504060)يقول لي في الرسالة:
اتصل بي أي وقت في المساء لإمكان وتحديد اللقاء مع خالص تحياتي مصطفى محمود
وقد كان رحت السنترال وطلبت الرقم وجاءني صوته الهادئ الرقراق العذب كما أراه حين أسمعه من خلال التليفزيون شرحت له كل مايدور بخاطري ومايحيرني وطلب مني أن أنتهي من دراستي أولا ثم بعد ذلك سيكون بيننا كلام بعد مااستفسر عن دراستي ولما علم أنني في أول سنة دراسية في جامعة الازهر قال ماشاء الله أنا أحسن الظن بك ربنا يعينك وقفلت الخط بعد المكالمة وأنا لاأكاد أصدق نفسي وضاعت الرسالة في طيات الكتب ولم أعثر عليها حتى الآن وهذه أول وأهم أوراق حياتي لأن حياتي تغيرت منذ هذه اللحظة وحتى هذه اللحظة تحياتي وإلى لقاء
كانت هذه الرسالة هي المحطة التي انطلقت من خلالها إلى عالم القراءة بشتى مجالاتها والحمد لله أولا وآخرا
طه صلاح هيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق