حـكايـــة إبــريـق الـزيـــــت ..
[ حكاية إبريق الزيت ليس لها نهاية، أصلها أن طفلا كان يزعج والده
إذ يطلب منه كلما رآه أن يحكي له حكاية، وأراد الوالد أن يتخلص من
إزعاج ابنه فقال له : أحكيلك حكاية بريق الزيت..... الطـفل : آه
الأب: آه وِلاّ مش آه أحكيلك حكاية إبريق الزيت؟
الطفل : احكي .... الأب : أحكي وِلاّ ما أحكي أحكيلك حكاية إبريق الزيت؟
الطفل: بابا! ......الأب: بابا ولا مش بابا أحكيلك حكاية إبريق الزيت؟
وكلما قال الطفل كلاما كرره الوالد وأضاف أحكيلك حكاية إبريق الزيت..؟!
ومـلّ الطفل من إجابات أبيه فتركه .. ولم يعد يطلب منه حكاية.
*******************************************
فـــي " نـعـْـلـــين " .. وبكـــلّ مـــكان ٍ مـــن أرض فـلســـــطين..
يخرجُ أطفالٌ وشبابٌ ، ورجـالٌ ونســاء .. بــمســيرات ٍ ســـلْميّة .
يمشــي هـذا الجمــعُ الهــادرُ فـي الشـارع ِ ، أو طـرقـات ِالقـريـة ِ..
أو حـقــــل ِ القمــح ِ أو الــزيتــون ، أو أرض ٍ صـادرها الأعـداءُ ..
لـِـتـُصـبـحَ مســتوطنة ً ، تعـــزلُ أو تــقسـِـمُ بـلـدًا..
أو تـُصبحَ جُرحـًا في خصـــر الوطــن المطعــــون.!
***
يخـــرجُ هــــذا الجمــعُ .. لا تــخــريبَ .. ولا تــكسـيرَ.. ولا تــدمــيرْ.
بـلْ يهــتـفُ ضــــدّ الظلـــم ِ،وضــــدّ الأســــر ِ، وضــــــدّ القـــــــتــلْ
وضـدّ الجـوع ِ، وضـدّ الفقـر، وضـدّ جـدار الفصل.
يهــتــفُ لفلســـطين َ .. للحــريـّــــة ِ والتحـــريــرْ .
***
فــي الطـرف الآخـر يقفُ جنـودٌ شـرســون ، يمتشـقونَ الأسـلحـة َ النـــاريـّة ْ.
ينطـلقُ هتـافٌ لفلسـطين، تنطـلـقُ قنـابل غــازيـّة..
يرتـفعُ هتافٌ ضــــــدّ جــدار الفصـل ْ.. تنــطلــــــقُ مئـــــــــة ُرصـاصـــــــة ْ .
يتقـدّمُ شابٌ يـرفــــعُ عــلـــمَ فلسطين..تــُرديـــه ِرصاصـة .
تبـدأ معـركة ٌ حاميـــــة.. بـين الحجـــرِ وبـين رصاصــــة .
بــينَ الـعــــيـْن ِ وبـــــينَ المــِخــــرز ..!!
يســتشــهدُ .. يــُجــرحُ .. يـُـعـتــقــلُ كـــثـــــيرون ْ .
والعــــالــمُ يـَـتَــفــرّج .. والســلطـــة ُ تســــتـنـكـرْ .
ووجــــوهٌ تـَـلبـِــسُ " بـــــدلات ٍ " أمــريكـــيـــــة ْ.
تـُعـطـي تصـريحـــــات ٍللصحـــف.. وللـــــــقــنــوات وتســتـنـكـــــــــرْ .
الأدبـــــاءُ،الكـتــّـــــابُ،الشــعـراءُ.. الخطبـــاءُ ، أنـا ، جميعـًا نستـنكر .!
ونكــتـبُ شعـــــرًا ملــتهـــــبـًا .. نحــــــرقُ فيـهِ الأخضـــرَ واليابـسْ .
ونكـتـبُ بعضَ مقــالات ِ الشـجب ِ والاســتنكـــارْ
ونـُـلقي خـُطـبـــًا حـاميــة ً لاهبــــة ً ، ســـاحـرة ً
تـبـعـثُ خـدرًا في الأعصـاب ِ" وتَـفـُـشُّ الخُـــلـُقَ "
فـيرتــــاحُ الشــــعـبُ العـــربيّ البـائـسْ .
ويعـيشُ عـلى الأوهـام،عــلى الأحـــلام ،
لـــتحــقـيــق ســــــــــــلامْ ..
وتعــــــــالَ " اتْـــفـــَـرّجْ " يــــــا ســــــــــــــلام ..!!!
***
تـتـكـرّرُ هــذي الأحــداث لتُـــصبـحَ يــوميـة .. لا تـتـغــيّرُ فيهـا الأدوارْ .
تــزدادُ الأعـــدادُ من الجـرحـــى ، والمعتقـلـين ْ ، والشـهداء ِالأبـرار.
تـــلكَ " حكـــــــــــــايـة ُ إبــريــــق الـزَيـْـــــــــت ْ "
مـن لا يعـرفُ أنّ حـكاية َإبـريق الـزيت بغــير نهـاية ..............
فـليــــــسألْ فـي " نعـلــينْ " .. فــي " بـــُـرقــين ْ "..
أو فــــلاّحـي وفـــلاّحـات ِ فلســـطـــــين.
***************************************
نعـلين: قرية فلسطينية / برقين: بلد الشاعر الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق