طارق المحارب ..
11/7/2020
القصيدة الشَّاميَّة ..
وطنَ السَّلامِ بمقلتيكَ جراحُ
و عواءُ ذئبٍ كامنٍ و نباحُ !!!
تأبى عليكَ طباعُ غدرٍ راحةً
و هْيَ التي بعنائِنا ترتاحُ
كلُّ المآتمِ جُمِّعتْ في أرضِنا
و بكفَّتيها أدمعٌ وسلاحُ
يغتالُ أحلامَ الطُّفولةِ مثلما
يُغتالُ صيداً في الفضاءِ جناحُ
و تحنُّ أحداقُ النِّساءِ لوِلدِها
إذ غادروها والنَّوى يجتاحُ
كلَّ القلوبِ فذاكَ أمسى ميِّتاً
و شقيقُهُ في أبحرٍ ملَّاحُ
ما أنتِ دارٌ للجفافِ ترفَّقي
يا دارَ وردٍ عطرُهُ فوَّاحُ
كيفَ استبدَّ الفقرُ فيكِ و لمْ يكنْ
منْ قبلُ فقرٌ تحتويهِ السَّاحُ
دارَ الغنى بنفوسٍ شعبٍ هانئٍ
كيف اعتراكِ تفجُّعٌ و نواحُ
و هوتْ شموسُكِ و البدورُ تمنَّعتْ
عنْ نورِها و تأوَّهَ المصباحُ
كلُّ الوجوهِ إذا سألتِ مُجيبةٌ
أنَّ الأسى في طرفِها فضَّاحُ
و الثَّغرُ يصرخُ منْ سقامٍ إذْ غدتْ
في الشِّدْقِ منْ مضغِ الهمومِ جراحُ
يأوي بنوكِ لدُورِهمْ بمرارةٍ
و على دروبِكِ تكثرُ الأشباحُ
هجمتْ شعوبُ الأرضِ تأكلُ زادَنا
فالجوعُ زادٌ و العراءُ وشاحُ
و البيتُ ملكُ أبٍ لنا لكنَّهُ
قدْ فرَّ منَّا إذْ رمتْهُ رياحُ
و البابُ أُغلِقَ لمْ يعدْ في وسعِنا
فتحٌ لهُ إذْ أُبدِلَ المفتاحُ
يا غيمةً سلبوكِ غيثاً جودُهُ
منْ قبلُ ماءٌ هاطلٌ سحَّاحُ
أدمنتِ جَدْباً أرضَنا و الخصبُ في
كلِّ السُّهولِ كما النُّفوسِ يُباحُ
فحصادُنا للعابرينَ و ماؤُنا
في النَّبعِ يحرفُ سيرَهُ السُّيَّاحُ
ولهمْ سنابلُ قمحِنا و خضارُنا
و اللحمُ و الأطباقُ و الأقداحٌ
و لنا نبيذٌ مُسكِرٌ منْ نزفِنا
و طعامُنا الآلامُ و الأرواحُ
نسيَ الكبارُ فواكهَ الصَّيفِ التي
كانتْ رحيقاً شهدُهُ فوَّاحُ
و كذا الصَّغيرُ إذا ذكرتَ صنوفَها
قدْ قالَ أمِّي : ما هوَ التُّفَّاحُ ؟!!
أينَ الخمائلُ غادرتْها وُرْقُها
و.بكى عليها البلبلُ الصَّدَّاحُ
و هْوَ الذي قدْ كانَ يوماً مُطرِباً
في شدوِهِ لو آذنَ الإصباحُ
نامَ المُوشَّحُ دونَ تلحينٍ فلا
شادٍ ترنَّمَ أو يميلُ صباحُ
و غدتْ مياهُ فراتِنا مذبوحةً
حُمْرَ الضِّفافِ أنينُها فضَّاحُ
قدْ كدَّرتْها أبحرٌ دلَفتْ لها
فتكاثرتْ في قاعِها الأملاحُ
و إذا تغوصُ فكلُّ مرءٍ ميِّتٌ
ولذا نأى عنْ نهرِهِ السبَّاحُ
أُهديكِ شعري علَّ شُربَكِ حِبرَهُ
يشفيكِ و هْوَ بما أقلَّ قَراحُ
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق