ذات مساء :
---------
ذات مساء ,
كنّا نجوب الصّحراء.
صحراؤنا الشّاسعة.
من جزائرنا المحصّنة.
في طريق طويل .
وقد داهمنا الليل.
من ولاية وادي سوف,
إلى ولايتنا بسكرة البلد المألوف
وتعبُ السّفر زاد رهافتنا .
وقوّى إحساسنا وشاعريتنا.
والمنظر الرّائع أثارنا ,
فهاجت أشجاننا .
والمكان يحرّك النّفوس .
حتّى البليدة التي لاتعرف المحسوس.
سحب سوداء ,
كقطعان غنم في السّماء.
تروح إلى أين...
تتابعها أعين المسافرين.
والشّمس قد مالت إلى المغيب
كأنّها الحبيبُ يفارق الحبيب .
ذكّرتنا بفراق الأحباب.
والخلاّن والأصحاب
كيف حالهم الآن ؟
هل يذكروننا أم هم في نسيان ؟
تابعنا ذلك المشهد الرّائع .
تابعناه بأعين المشدوه الخاشع.
حتّى اختفت الشّمس نهائيا ,
الأمر الذي زادنا شوقا إضافيّا.
ورحنا نحثّ السّير .
لنصل قبل الكلّ وقبل الغير.
فلم يعد هناك أمل السّالك .
فقد داهمنا الظّلام الحالك.
بقلم "محمّد حمريط"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق