الخميس، 11 مارس 2021

قصة.. بقلم أديب... للمبدع عبد الرزاق سعدة

المقدمة :
=======
إليكم بداية حكايتنا لليوم.. 

كان يوم التخرج من الجامعة حافلا و مليئا بالطلاب و الأهالي الفخورين بأبنائهم الذين توجوا تعب سنوات بنجاحهم الباهر، فاحتفل الجميع بقضاء أوقات ممتعة و رائعة ما بين تلقي التهاني والتبريكات و توديع مدرجات الدراسة التي شهدت على ذكرياتهم المليئة بالنجاحات و القليل من الخيبات. 
و من بين هؤلاء الذين كللوا فرحة التخرج يومها كان "أيمن" يتوق شوقا للقاء زميلته "جوليا" زميلة الدراسة في كلية الزراعة التي رافقته في معظم المشاريع و التي شاطرها أحلامه المستقبلية و ما كان يخطط له بعد التخرج. 
كان يكن لها مشاعر حب صادقة و دافئة لكنه لم يتجرأ يوما بالبوح عنها بشكل صريح. و كانت جوليا أيضا تبادله نفس الإعجاب لكن بدون أي تلميح واضح. 
لمحها واقفة مع بعض الزميلات مبتسمة و مشرقة، فتقدم منها مهنئا و مباركا حاملا معه باقة ورد جمعت الأنواع المفضلة عندها. 
استأذن من الأصدقاء بلباقة كي يتحدث معها جانبا فقال:
مبارك لك هذا التفوق جوليا، اليوم هو أسعد أيام حياتي.
فقالت و الخجل يعلو وجنتيها:
مبارك لك أنت أيضا أيمن هذا النجاح الباهر، أنت تستحق كل التقدير. شكرا جزيلا لك على هذه الباقة الجميلة، كلفت نفسك. 
فقال: هذه الباقة ليست إلا جزءا بسيطا و ضئيلا مما أكنه و أحمله بداخلي من مشاعر حب اتجاهك. 
تفاجأت جوليا ببوح أيمن لها، لم تكن تتوقع منه هذه الخطوة. فالتزمت الصمت. 
فأطرد قائلا: أريد أن أتقدم لخطبتك إن لم يكن لديك مانع. 
فرحت جوليا و كادت أن تعانقه أمام الجميع، لكنها استدركت الموقف قائلة: هذا يوم المنى يا أيمن، ما أسعدني بسماع هذا الكلام منك.
استمر الحوار بينهما لبضع دقائق ثم افترقا بعد أن وعدها أيمن بأن يفاتح والدته في الموضوع ليعود و يحدد معها موعدا قريبا لزيارة أهلها و طلب يدها.
عاد أيمن إلى المنزل و السعادة تتراقص من عينيه، فلاحظت والدته عليه هذا الكم من السرور. فسألته: خيرا يا بني؟ أراك في قمة سعادتك و هذا من حقك فهو يوم مميز جدا لك. لكني أشعر أن ثمة أمر آخر تخفيه عني. 
فقرر أيمن أن يخبر والدته عن جوليا، و كيف يراها فتاة أحلامه و أنه يحبها و يريد أن يتقدم لخطبتها لتكون شريكة حياته و أما لأولاده.
لكن رد فعل هيام  والدة أيمن كان صادما. لم يعجبها ما سمعته فتجهم وجهها وقالت: 
لكن أنا من ستقرر أي فتاة تتزوج و لقد اخترت لك صفية ابنة خالتك لكني كنت أنتظر يوم تخرجك كي أخبرك بأننا سنقوم بزيارة عائلية لهم كي نطلب يدها.
انصدم أيمن من كلام والدته و قرارها و رفض ما تقوله باعتبار أن هذه حياته و هو فقط من يحق له تحديد مصير حياته و مع من.
و بدأ الصراع. ترى من سيقرر مصير أيمن؟ هل سيعاند قرار والدته هيام ؟؟ 
أم أنه سيرضخ كي لا يغضبها؟؟ و كيف سيقوى على مواجهة الحياة بعيدا عن حبيبته جوليا و بأي عين سيجرؤ على إخبارها بهذا الأمر؟؟

( تتمة القصة)  مشاركتي
===============
في برنامج بقلم أديب :
          ................. 
لقد كان موقفاً صادماً بالنسبة لأيمن موقف والدته التي هي من ربته وسهرت الليالي على راحته ورفضت كل من تقدم لها للزواج وهي في عز شبابها لتشرف على تربيته وتعليمه هل يرفض طلبها اليوم وهو الشاب المتعلم الخلوق الذي لم يصادف في يوم من الأيام أن رفض لها طلب أو حاول أن ينظر إليها نظرة اشمئزاز أو عدم اهتمام او تكبر ... 
قال في نفسه : معاذ الله أن أكون من الجاحدين وأرفض طلبَ أمي أو أن أزعجها وقد أوصاني الله ببرها ومعاملتها بالإحسان !! 
وأسأل الله أن يلهمني الصبر لأجد 
طريقة تنقذني من هذا الموقف الصعب فكلا الأمرين ليس بالسهل الخيار بينهما التخلّي عمن أحبها جوليا أو رفض رغبة أمي بالزواج من صفية إبنة خالتي التي هي أعتبرها كأختٍ لي نظراً لعشرةٍ طويلة بيننا وبينهم 
لم يستطع النوم تلك الليلة من كثر ما كان يفكر في مخرج من ذلك الموقف الصعب !!! 
وفي الصباح توجه ليقابل حبيبته جوليا وهو يضرب أخماساً بأسداسٍ عله يجد مخرجاً ينقذهُ من ذلك الموقف الصعب . 
عندما التقى بجوليا في بوفيةِ الجامعة رأت على وجهه علامات الإكتآب والتفكير فسألته عن سبب قلقه وهما يحتسيان القهوة معاً .
فقصَّ عليها القصة وقد تجهّم وجهه من صعوبةِ ماهو فيه من شدة الغضب !
قالت جوليا وهي تحاول تهدأتهِ :
لاتغضب يا أيمن  لعل الله يجعل لكَ وليَ مخرجاً مما نحن فيه ، 
ثم اقترحت عليه أن يذهب لخالته أم صفية ويحكي لها عن حبه لجوليا ورأي أمه التي لم تكلم أختها عن نيتها بطلب ابنتها صفية لإبنها أيمن وكانت تريد مفاجأتها بالأمر !!! 
أعجب أيمن بالفكرة واشترط على جويليا أن تذهب معه إلى خالته وبذلك يتشجع ويروي لخالته القصة ويأخذ رأيها. 
وافقت جوليا على الذهاب معه
على شرط أن تبقى حيادية ولا تتدخل هي بالموضوع حتى لاأحد يلومها من العائلة بالتدخل فيما بينهم ... 
اتصل أيمن بخالته واخذ منها موعد في المساء لزيارتها مع زميلةٍ له في الكلية ليشربا عندها 
القهوة ويعرّفها عليها ... 
وفي المساء توجه الحبيبان في الموعد المحدد حيث اجتمعا معاً بالخالة أم صفية، 
بعد التحية قال ايمن موجهاً الحديث لخالتهِ من باب الدعابة :
خالتي هذه جوليا زميلتي وزوجة المستقبل إن شاء الله !!! 
رحَّبت أم صفية بجوليا وقبلتها بحرارة وجلسوا جميعاً يشربون القهوة ولم تبدِ خالته أي تعجب أو استغراب في الأمر واعتبرت الموضوع طبيعي !!! 
وسألتهما متى ستتم الخطوبة إن شاء الله ؟ 
قال أيمن : بعد موافقة أمي إن شاء الله فهي لم توافق بعد
لأنها تريد أن تطلب لي منكِ ابنتكِ صفية !!! 
ضحكت الخالة حتى كادت أن تغشى من الضحك !!! 
قال أيمن في استغراب : مابالك ياخالتي وهل في الأمر مايضحك ؟ 
قالت : يابني ولكن صفية اختك من الرضاعة ولا يجوز لك الزواج منها !!! 
ساد الموقف دقائق من الصمت والإستغراب ! 
قال أيمن لخالته : أحقاً هذا ياخالتي ؟ 
قالت : نعم ياولدي لقد ارضعتك 
بينما كانت امك في غرفة العمليات أثناء ولادتها لك بعملية قيصرية ولم تدر هي بذلك 
قال أيمن : الله اكبر ولله الحمد 
سبحانك ربي ماأكرمك؟ 
وقبل راس خالته ويدها وهو يكاد يطير من الفرح ..... 
          *******
بقلمي :عبد الرزاق سعدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق