النظارة السوداء………
أرى ما لم تكن أنت تراه….
بعين زرقاء, خضراء، بنية ……
أرى هجر المحب ودموع الهوى…
وأراك يا محبي عندما تنتفض دموع قلبي في ليلة عاصفة……
وأرى لمع البرق يمزق رداء السماء
والرعد يتبعه المطر يهطل على شكل خيوط رقيقة……
تصل السماء بالأرض…..
سوادا متتابعا يشق الفضاء……..
قلق أداريه بانعكاس الشمس على عيني……………..
أرى انفجارا ضخما وأشلاء تتطاير.
وأعينا تكتم صرختها بيدها……..
وأناسا تركض بكل قوتها عبر الشوارع الزلقة………
تجر ثيابها المبتلة وتلهث بشدة…
تأوهت من الألم ، طرقات مجهولة، وخيالات مثل البشر…..
صرخات محبوسة، وكلمات مبعثرة .. ……
أجمع شتات تركيزي ، فلحظات الصفاء لم تدم كثيرا…..
أرى حزنا على وجه يتألم يخفي دمعة كادت تتجاوز رموشه……
ضحية أخرى من ضحايا الألم….
فاقد الوعي، لم يتمالك استعادة ارتكاز قدميه المتعبتين على الأرض……….
أنين يجرف كل شئ معه………
أرى وردا مقتولا ودماء بريئة…….
ووجوها كانت تبتسم في الصور ، معلقة على الجدران……..
أخذتني إلى عالم الذكريات البعيدة……
وصدري يطلق التنهيدات وراء الأخرى……..
أجيد الرؤية في الظلام…..
أحرقت قلبي وربما روحي…..
عندما رأيت الظلم يسير في دربي، أستنشقه في الهواء
أتعثر به في خطواتي……
يظل قابعا كسوء الحظ والطالع….
ظهرت على وجهي وعيني بوادر شيخوخة مبكرة ، خطوطا من التجاعيد ……
فاحتميت بنظارتي السوداء……
لتحميني من نظرات الزمن…..
وسرعة الأيام……..
قدر قاس ….في حياة فانية …
ولكنها الحياة…….
وعدت أرى ضحكات الأطفال في ثنايا الطرقات ، وأصوات الباعة في الأسواق…..
وعادت الحياة….
ومسحت نعمة النسيان والألم…..
وعدت لسالف عهدي…..
ولكن ربما لم أعد……
نهى عاطف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق