كانت رائحة الجدران كلها معطرة بأنفاسها، وهمساتها المليئة بالعشق.
اتجه بنظره إلى صديقه الذي شهد كل الأحداث الماضية:
_أريد أن أموت، لم يعد باستطاعتي تحمل كل هذا الشوق الذي يضج بين أضلاعي.
*فكر دائما باللحظات الجميلة حتى تستطيع تحمل أوجاعك، وتذكر أن من دفناهم تحت التراب، هم أحياء في قلوبنا لايموتون أبدا.
_ولكننا نحتاج إلى حديثهم ورؤيتهم، نحتاج إلى لمسة منهم وحضن دافئ يحتوي كل الشوق الذي بداخلنا، وهذا أصبح أمرا مستحيلا.
*ياصديقي تذكر كل لحظاتك السعيدة معها، لحظات اللقاء والبكاء، الفرح والألم، تذكر أنه مع كل شروق لفجر جديد، هناك حياة جديدة. دعنا نفكر كيف نعيدها إلى الحياة بقلب كل من أحبها، وننتقم ممن جعل وجودها بيننا فقط ذكرى.
_ولكن عليك أن تدرك جيدا أن القضية ليست سهلة أبدا، وأن الأحداث تسير مسرعة، وأن إجرامهم قد طغى وتجبر، وأن هناك جيلا بأكمله من الشباب سيواجه خطرهم، ومهمتنا مساندة هذا الجيل.
*صدقت، حينها فقط ستستطيع لقاء حبيبتك وأنت مرتاح الضمير، حينها فقط ستعانقها بفخر وأنت تحقق كل انتصار كانت هي تعمل جاهدة للوصول إليه. تذكر أن وجودنا في هذا العالم، ليس فقط لأجل أنفسنا، شاءت الأقدار أن تكون لنا أهداف لخدمة الإنسانية، وحبيبتك كانت تدرك ذلك جيدا، فلا تضيع كل ماحاولت هي تحقيقه، بل علينا معا أنا وأنت وكل أصدقاءنا المتابعة لنصل إلى تلك الأهداف.
_أعلم جيدا أنني سأتعرض لخسائر أخرى كبيرة حتى أصل إلى الهدف، وحتى تكون روحها مطمئنة، لن أتوانى عن فعل أي شيء حتى أكون بجوارها قريبا، وأنا أسدل الستار على كل وجع تعرضنا له.
بقلمي :د. عهد عساف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق