الخميس، 2 يونيو 2022

عمي وأنا....للمبدعة عزيزة بوزيان

💦 عمي وأنا 💦
وأنا صغيرة في عقدي الخامس ،كنت لا أحب تناول وجبة الفطور إلا بمشقة الأنفس، أفضل الحلويات والشوكولاتة لكن أن أتناول قطعة من الخبز وأدهنها بالجبن أو الزبدة أو غيرها فهذا جد مستبعد عندي، وفي أحد الأيام زارنا عمي وحضر معنا وجبة الإفطار، وأثار انتباهه تصرفاتي وعذولي عن الإفطار، فدعاني لأجلس بجانبه، استجبت فورا لأني - وكباقي الأطفال - كنت أفرح عندما يأتي عندنا ضيوف، قال لي ستشاركي عمك فطوره أليس كذاك ؟، أومأت برأسي بالقبول، أخذ قطعة خبز ودهنها بقليل من زيت الزيتون وطلب مني أن أفتح فمي فرفضت، قلت له بأني لم يسبق لي أن ذقته ولا أفكر في ذلك بالمرة، وارتميت إلى قطعة من الجبن، فقال لي ضعي قطعة الجبن مكانها وأحضري قطعة من الخشب، لم أفهم قصده، لكني ذهبت وأحضرت له قطعة الخشب التي طلبها مني ، فوضع قطعة الجبن فوقها في جهة وفي الجهة الأخرى سكب بضع قطرات من زيت الزيتون، وقال لي ماذا تلاحظين؟ قلت له الزيت لم يعد موجودا لكن الجبن لايزال في مكانه، فقال لي هذه التجربة تبين لنا بأن زيت الزيتون سرعان ما يسري في الجسم ويمده بالطاقة مثلما توارى في هذه القطعة من الخشب وله منافع كثيرة لا تعد ولا تحصى وقد ذكره سبحانه وتعالى في القرآن "شجرة مباركة زيتونة" وأوصى به الرسول "ص" حيث قال بأن زيت الزيتون جد مفيد للحياة فهو " أكل، ودهن، وضوء في البيت "..
ذهلت أمام كل هاته الشروحات ووعدت عمي أنني سأداوم على الفطور بزيت الزيتون ماحييت، وكنت عند وعدي له.. وصورة قطعة الخشب وفوقها قطعة الجبن وآثار الزيت لم تفارق خيالي منذ ذلك الوقت..

💎 عزيزة بوزيان 💎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق