الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

عند المساء الأخير.......للمبدع عبد العالي المواجي

عنــد المــســاء الأخيـــر .. 

وقـبـل رحيلــه الأبــدي استــجمـعَ بقــايـا النبــض و راح يجــوبُ مـواطــن  الـذكــرى  برجــاء مستـفيــض، عقــارب ساعتــه ماتــتْ كـئـيـبــةً ..متـعـبـةً ،أسـئلــةُ في جـوفهــا تصيـــحُ : 

أعـيدوا لـي ذاكـــرتـي فقد صــرتُ وحــدي ..وحيــدةً  تمــزقـني الظلـمـة و الغربـــة ..

اعـيــدوا لـي زمــاني كـي أعــود إلـى الشمـس و الجسـر والنهــر و رائحـــة الخشــب...

  إنســانُ متـعـبُ يخطـــو إلـى متــاهــات النسيــان ، يصــرخ و إذ يصــرخ  على جنبــات الـجــرح يعجــز عن الهـــرب ..الخارطــة واسعـــة ، المسـالــك شائكـــة و كل مافـي الرقعـــة يـهـــذي...


ذات يــومٍ ، مـــرَّ من هنــا ..الأمكنـــة ذاتهــا و التعــب ذاتــه و الوجــوه كما في البـــدء تتــاجـر في الجـــرح و تســـاوم..!

عــاد فقــط ليــرحــل مـرة أخــرى ..للـرحيــل عنـده سحــر خــاص لمــا يـحمــل دومــا سـؤالــه و يهــرب بالفجيعـــة منتشيـــا...!


إنســـانُ..لكــم تـمـنـيــتُ أن أبكـــي مكــانـه حتـى أرمــم فــزع الســـؤال و أهـــرب إلى المــوت عبـر بــوابــة الصـمــت الأزلـــي.

تمنيــتُ ان أتلبـــسَ وجعـــه و انينـــه و أتيـــه ..أهــادنُ الريــح كي تستكيـــن و أهــرب بهــا فالمدينـــة لا تستحـــق جبــروتهــا الــدافـــئ..


  عنــد المســاء الأخيــر ..اختفـــى مع العاصفـــة و تركنـــا نضيــع واحــداً بعد الآخــــر...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق