. 🌹 تَرجَمَه 🌹
-----------------------------------
عَشِقَ الْغِيَابُ بِنَاظِرِيِهِ تَحَيُّرَا
إِنَّ الغَيَابَ يُحِبُّ مِنْكَ تَصَوُّرَا
دَعْ عَنْكَ عِينَكَ إِنْ عِشِقتَ مَغَيَّبًـا
وَاصنَعْ لَهُ رُؤْيَا التَّأَمِّلِ مِجهَرَا
أَمَّا الَّذِي نَظَرَ الخَفِيَّ بِمُقلَةٍ
قُولُوا لهُ أَوصِد عُيُونَكَ كِي تَرَى
عَقلِي بِعَينِ الْأَمسِ يَرسِمُ لَوْحَةً
فَاسمَع دَلِيلَا فَوقَ غَيبٍ كَبَّرَا
رَسمٌ رَأَيتُ الْكَوْنَ بَعضَ حُدُوْدِهِ
رَسمٌ كَأَسرَارِ النُّجُوْمِ تَشَفَّرَا
كَي أَجعَلُ الرَّسمَ الخَفِيَّ مَعَانِيَا
لَوَّنتُهُ بِالشِّعرِ حَتَّى يَظهَرَا
تَرجَمتُهُ للشِّعرِ أَكْشِفُ سِرَّهُ
حَتَّى حَسَبْتُ الشِّعرَ يَنطِقُ جَوْهَرَا
وَإِذَا أَنَا فِي ثَورَةِ المَولَى الَّذِي
فِي رَفضهِ عِطرُ الشَهَادِةِ قَد جَرَى
قَدْ كَانَ رَفْضَاً يُستَغَاثُ بِفِكْرِهِ
جِسراً عَلَى بَحرِ الضَّيَاعِ لِنَعبُرَا
رَفضٌ تَقَرأَنَ مِنْ حِرَاءَ جِهَادُهُ
مِن سَفحِ إِقرَأْ لِلطُّفُوفِ تَحَدَّرَا
إِنِّي ذَكَرتُ فَتَىً يُصَارِعُ أُمَّـةً
ذَاكَ الَّذِي نَزَفَ الوَرِيدَ تَصَبُّرَا
نَحرُ الْإِبَى نَزَفَ الدِّمَا هَزَمَ الْعِدَا
نَحرٌ أَذَاقَ السَّيفَ مَوتًـا أَحمَرَا
مَا أَجدَبُوا رُوح الشَّذَا فِي قَتلِهِ
قَفرٌ يُصَارِعُ فِي الْعُذُوبَـةِ أَنهُرَا
يَاسَيِّدِي يَا سِبطَ خَيرِ أَنَـامِهَـا
جِئتَ الطُّفُوفَ وَكَانَ رَكْبُكَ أَخْضَرَا
وَطَنِي نَقِيُّ الْأَرضِ : أَسبَاب النَّقَـا
مِنْ طِيبِ غُصنٍ بَعدَ قَطعٍ أَزهَرَا
أَنْتَ الَّذِي أَوْدَاجُ نَحرِكَ رَوضَةٌ
نَثَرَتْ بِهَا رُوْحُ الرِّسَالَةِ بَيدَرَا
مَعَكَ الرَّبِيعُ إِلَى بِلَادِي مُحرِمٌ
مَاشَى رِكَابَكَ خَائِفَاً أَن يَضمُرَا
هَذِي بِلَادي لَيسَ يَهدَأُ طِيبُهَا
مِنْ بَعدِ مَا مُزِجَت دِمَائُكَ فِي الثَّرَى
رِيحَانَـهَا فَوقَ الْعِرَاقِ جَدَاوُلاً
طَفٌّ تَفُوْحُ عَلى بِلَادِي عَنبَـرَا
كَتَبَ الْخُلُوُدُ عَلَى الْكَرَامَةِ كَربَلَا
وَالْخَطُّ مِنْ نَزْفِ النُّحُوْرِ تَحَبَّرَا
أَنْتَ الَّذِي شَغَلَ الطُّغَـاةَ بفِكْرِهِ
فِي عَهَدِ جَهْلٍ قَدْ بُعِثتَ مُفِكِّرَا
أَنفَقْتَ رُوْحَكَ فِي الْمَآذِنِ دَعوَةً
فَغَدَوْتَ فَي خَمْسِ الفُرُوضِ مُكَبِّرَا
أَجرَيتَ مِن نَزفِ الوَرِيدِ مَنَارَةً
صَفرَاءَ سَرَّت عَاشِقِيهَا أَدهُرَا
نَادَت بِنَا رُوحًا وَفِي هَذَا لَنَـا
فَجرٌ بِأَصَوَاتِ السَّمَاءِ تَعَطَّرَا
مَنصُورَةٌ هَذِي الدِّمَاءُ وَلَمْ تَزَلْ
قَلَمَ الحَيَاةِ يخِطُّ فِينَا أَسطُرَا
أَعْلَنْتَ كَونًـا لَا بِلَادًا هَا هُنَـا
شَرِبَ الثَّرَى هَيهَاتَ نَزفِكَ مَظَهرَا
أَنْتَ السَّلامُ لِمَن أَرَادَ تَوَافُقَـاً
أَنتَ الكِفْـاحُ لِمَن أَرَادَ تَحَرُّرا
رَفَعَت يَدُ الثُّوْرَاتِ مِنْكَ شِعَارَهَا
بِالنَّصرِ يَمضِي بِالثَّبَاتِ مُؤَزَّرَا
أَثبَتُ عَهدَكَ نَخلَةً فِي خَافِقِي
أَرقَى بِهِ فَوْقَ التَّسَيُّدِ مِنبَـرَا
خُذنِي عَلَى أَعتَابِ بَابِكَ طَائِعَاً
رِقَّـاً قَطَفْتُ بِـهِ وَجَاهَةَ قَيصَرَا
قَد تَذبُلُ الدُّنْيَـا وَيَعطَشُ مَـاؤُهَـا
والطَّفُ يَفتَرِشُ الْعُذُوْبَـةَ كَوثَرَا
دُفِنَت بِـهِ فَتَأَلَّقَت مِـن يَومِهَـا
نَظَرَ النَّسِيمُ جَمَـالَهَـا فَتَحَسَّرَا
-------------------------------
ذو الفقار المسعودي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق