الجمعة، 5 يونيو 2020

في ذلك المقهى ... للمبدع د.بسّام منصور

في ذلك المقهى 
جلست على شرفة المساء
وفي ركنه المفضل كان لها معه لقاء
كل يوم معه تختلي 
وإلى حنايا روحه تأذن لنفسها أن تزدلف
وتشرب فنجان قهوتها مع طيفه
 بتوتر عاشقة  وبتأنق  وبهدوء لفنجانها ترتشف 
نعم كم كانت متيمة به 
من رجفة يدها عند ذكر اسمه تنكشف
تقرأ وتقلب في صحيفة أيامها 
كم كانت حروف ماضيها عن حروف حاضرها تختلف 
تنظر 
تتأمل 
وتتساءل ؟
وهل مجنونة أنا
 لماذا بحبه حينها لم أعترف
هكذا هي النساء تكابر ولرداء الحياء والخجل تلتحف

لايوجد ما يضاهي الحاضر بأحزانه 
إلا بعض آلام في كهوف الماضي تعتكف
كم منا زجر قلبه بوقاره 
و الروح إلى ذكرى ذاك الحبيب تنصرف
كم منا كان عقله من نبض قلبه يستخف
هي ندبة في خطى الأيام تعود وتلف 
ودمعة على أخاديد الزمن
 لاتزال ندماً وحسرة تنزف
و على مقعد الذكريات نجلس
 كلما أردنا على مشارف الحاضر أن نقف
لاتدور الزوايا وعلى محيط الدائرة لا تقف أو تلف 
كم كنا وعلى مسافة نبضة لحب قديم سنعترف
لازال كل منا يمارس صمته 
ويكتب ويكتفي بالكتابة و لشجونه يعتكف 
حتى حروف أحلامنا على سطور شقائنا حبرها قد نشف
ازرعوا بذور الحب لتنبت أزهاراً 
والقلب بعطر عبيرها ينشغف
قبل أن تمضي بنا الأيام وأوصال لنا قد تجف
لا زالت تربة أرواحنا خصبة لم تنجرف

هل كنا نملك الجرأة لنعترف
لنسمة مرت بيننا تلتهف
أم يخوننا كبريائنا ولا نعترف
وماذا يمكن أن نقول أو نصف
هكذا هي قصص الحب تتكرر أحداثها 
من الياء حتى الألف

بسام منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق