مدينتي المهجورة ♥
أعلم أن الصدأ
قــد إستوطن حبر قلمي
وأن قديم دفاتري
قد
صــارت في مهب الريح
وأعلم أني ربما
أغادر مسرعا ً كعــــاشق
إلى موعده الأخير
وأعــــــود كأمير مهزوم
أجر ذيول الخيبة
وأجد نفسي مكشــــوفا ً
كمدينتي العارية
إلا من برودة شــوارعها
أبحث في طرقاتها
عن ثرثرة مقــــــــــاهي
أو موسيقا صاخبة
أو ابتهــــــالات مساجد
أوحتى نقيق ضفــــادع
مدينة
لا أعـــلم من تبقى فيها
ولا
أشــــم رائحة بشر فيها
لا أشم إلا رائحة
عطر شوارعها القــديمة
يتسرب إلي بهــــــــدوء
يعيد لذاكرتي
أيام ذاك الزمن الجميل
يبدو
أن الجميع قد رحلوا
وأنا العــــــــــائد وحيدا ً
أحمل
فوق أكتـــــــــافي جبل
من الحنين
وعكـــــــــــاز من الامل
اتسلل
بين تلك الجـــــــــدران
المهجورة ..... مذعورا ً
فوق أكـوام من الركام
وأكــوام أجنحة
متناثرة تمـلأ الطرقات
لم يبق َ طيور هنـــــــا
يبدو أنهم
عجزوا عن الطيران بها
فتركوها وغادروا
ويبدو
أني قد وصلت متـأخرا ً
حزين أنا جدا ً
أين ياسمين الشـــوراع
وعربات الـذرة والنابت
وصياح الباعة
أين ..... رفاق الطفولة
وأين أقلام الفحم
التي كنـــــا نكتب فيها
على جدران حارتنا
قصصنا ..... وحكاياتنا
أين أكوام الورق
وخيوط الحرير الملونة
التي كنــــــا نصنع منها
طارائراتنا الورقية
ونرسم عليها أحلامنـــا
ونرســـــلها إلى السماء
تباهيا ً
رباه .... أين وأين وأين
يوسف السمور ـ سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق