و كأن روحي لا تفقه شيئًا بغيابك، كل هذا الضجيج من حولي بات مجرد روتين و حلقة مفرغة تدور حول بعضها باحثة عنك، كل أعمدة الإنارة أراها تلوح لي كمسافر على متن قطار و أنا الوحيد في هذه المدينة أطل من شرفة الليل كاسرا لحاجز التجوال و أي تجوال يعنيني بغيابك؟
سأعترف لك اليوم بما لم تتوقعينه، استسلامي و رفع راية الشوق مبكرا قبل أن يلبس الظلام أسوار المدينة كان قد داهمني ظلام شوقي إليك منذ ساعات النهار الأولى و ربما أنا أعيش في حجر عاطفي دون أن يلحظني الجميع منذ غيابك.
صديقي الوحيد هو طوق نجاتي الذي أتنفس من خلاله كلما ضاقت بي جدران المدينة. قد تتساءلين كيف تضيق بي المدينة؟
حسنا ألم تكتبي لي يوما أنك أحببت تراب وطني كلما نظرت إليه؟ و أن هناك عاملا مشتركا بين بشرة جسدي و رمال بلدي لذلك صرحت عن حبك لكلا الأمرين.
ها أنا اليوم أعترف أنك وطني، فكلما غبت عني تضيق بي جدران العالم و ليس مدينة فحسب، و صديقي الوحيد هو تلك الرئة التي أتنفس من خلالها كلما اشتقت إليك و لا أجدك.
فروان دهمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق