مساء الخير....للمبدع فروان دهمان

مساءُ الخيرِ للقُراءِ الذينَ أُحبُّهم ، وأشعر أنهم يحبوني كذلك ، ولمن أقرأُ لهم أيضاً ، ولكل من يمتطي صهوةَ الحرف بكلِّ ثقةٍ ومسئولية ..

مساءُ الخيرِ للكتاب والشعراء ولمقتطفاتِهِم الرائعة ، ولاستعاراتهمِ البديعة ، وتشبيهاتِهم الجميلة ، ولِصلاتِهِم كل يوم في محرابِ الحبِّ والسلام ....

مساءُ الخيرِ لمن يكتبون في اليوم عشر ساعات أو أكثر أو أقل ، ولمن لٱ يصيبهم الملل وهم يكتبون ،

ولمن يتركون الكتابة ، ويخلدون للراحة ..

مساءُ الخيرُ لأولئِكَ الذينَ تهيجُ مشاعرهم ، وتسيلُ مدامعهم ، وتندى مآقيهم ، وتجرح أجسادَهم وهم يبحثون عن سبيلٍ للحصول على لقمةِ الحلال ، والعيش الكريم ..

مساءُ الخيرِ لمن تنضجُ أفكارهم على قراءتهم ، ولمن تنضج قراءتهم على افكارهم ،ولمن يقرأ ويكتب ، ويستبصرُ ، ويرى ..

مساءُ الخيرِ للمظلومين الذين انطوَت ،وانكمشت صدورهم على أسرارهم ، وخفاياهم ،ولِلذين أصابتهم عجلةُ القدرِ فراحوا ضحيتَها ،وتمَّ اتهامهم بالذنب ولا ذنب لهم ..

مساءُ الخيرِ للذينَ يلتمِسونَ ،ويتلمَّسون المعاذيرَ والأعذار للناسِ ، ولا يرموهم بالخطيئةِ ، ولا يقبلونَ بتُهمةٍ رُمِيَت جزافاً دون أي تحققٍ ، أو تبيُّنٍ ، أو تثبُّت ..

مساءُ الخيرِ لمَن يقضُونَ أيَّامهم يُقاومون ،و يقاومون ويحرمونَ أنفسَهم الاستمتاعَ بالحياة ، للذين لا مفرَّ لهم من المأساةِ ولا محيص لهم ولا ملجأ لِلنَّجاةِ منها ..

مساءُ الخيرِ لمن كانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت ، ثمَّ نجوا بأُعجوبة ، للذينَ فقدوا القدرةَ على الألم ،ولم يعُد في مخزونهم أيِّ دمعة ، للذين يجلسون وسطَ الحطام والهشيمِ ، يُمسكون هواتفهم ويكتبون ، وكأنهم يعيشون أبدا ..

مساءُ الخير للعاشقِ الذي أتعبَ الهوى فؤادَهُ ، وقتل الحبُّ قلبَهُ ، ولكلِّ من لم يعشق ، ولم يذق طعم الهوى ، ولم يسكرهُ نسيمُ الحب ، ولم يغرقهُ عبابه ، للذينَ لا سلطان لهم على أنفسهم ، ولا سيطرة لهم على قلوبهم..

مساءُ الخيرِ لمن ليسَ لديهم تجارب في الحياة بعد ، ومازالوا في مستهلِّها أو كما قال أحدهم ˝ زهرة في كمِّها لم تتفتح بعد ˝، ولمن لٱ تختلجُ في أنفسهم عاطفة ، ولا تتحركُ فيهم جارحة ..

مساءُ الخيرِ لتلكَ الفتاة التي نشأت جامدةَ الحسِّ ماديةَ التفكيرِ كافرة بالعواطفِ هازئةً بالحبِّ ، حتى وصفَتهُ بأنهُ داء يصيبُ البشر ويجعلهم يندفعون دون تفكيرٍ ، أو حسٍّ ، أو قراءةٍ ، أو رويَّة ..

مساءُ الخيرِ لمن أكملَ قراءة هذهِ المسائيات

فروان دهمان