الثلاثاء، 15 يونيو 2021

سيرة شاعر مرهق...للمبدع طارق مليشو

سِيرَةُ شَاعِرٍ مُرْهَقْ
"" "" "" "" "" "" "" "" "" "" ""
وَ مِنْ نَظْمِ القَصِيْدِ بَدَيْتُ رُوحا
فَقُولُوا لِلْمُنى أَنْ تَسْتَرِيْحا

وَ فِي كُمِّ الحُرُوْفِ أَصَبْتُ سَهْماً
لِكَيْ أَُجْثِي عَلَى الأَرْضِ القَرِيْحا

فَنَبْضُ الحَرْفِ مُتَّحِدٌ وِ إِنِّي
أَنَا بَحْرُ الشُّعُورِ لِمَنْ يَطِيْحا

فَصَدْري فِي رِحَابِ الشِّعْرِ يَسْلُو
بِمَنْ بَاحَ الهَوى حُقْباً جَرِيْحا

أَصُولُ الشِّعر أُبْلِغُها فُؤَادِي
وَ مَا أَبْدُو بِذَا نَظْمِي طَرِيْحا

خُيُوْطُ الشَّمْسِ مِنِّي وَ اخْتِصَاراً
أَنَا صُمٌّ عَتَاهُ الصَّوْتُ نُوْحا

فَصَامَ القَلْبُ مِنِّي عَنْ وَتِيْنِي
وَ أُمْسِي فِي عُيُوْنِ النَّاسِ رِيْحا

وَرِثْتُ المَجْدَ عَنْ أَبٍّ وَ جَدٍّ
وَ دَامَتْ عِنْدَنا الأَشْعَارُ دُوْحا

عَلَوْتُ سَمَا العُرُوْبَةِ فِي سَلامٍ
وَ حَرْفُ الضَّادِ يُبْدِيْنِي صَرِيْحا

هَدِيْرُ الفَجْرِ مُخْتَطِبٌ حُرُوْفي
جَعَلْتُ النَّايَ مُبْتَهِجَاً وُضُوْحا

وَ أَعْدَاءُ النَّجَاحِ كَمَا تَرَاهُمْ
عَثُوا فِي بِلادِ اللٓهِ شُوْحا

سَقَانِي اللٓهُ مِنْ شِعْرٍ نَدِيْمٍ
لِتَرْوِي العُرْبُ عَنّي لا تُزِيْحا

فَقَدْ بَانَ الشَّقِيُّ إِذَا جَهِلْنَا
أُجَرْجِرُهَا المَنَايا إِذْ أَصِيْحا

فَأَمْرُ النَّفْسِ مَكْرُوْهٌ بَغُوْضٌ
فَلا تَعْلُو بِنَفْسِكَ كَيْ تَلُوْحا

فَلا يُعْلِي مَدِيْحُ القَوْمِ شِبْرٌ
وَ لا تُدْنِي حُرُوْفُ الذَّمِ جُوْحا

أَصِيْلُ القَوْمِ تَعْرِفُنِي البَرَايا
فَنِعْمَ القَوْلِ قَدْ كَانَ الصَّحِيْحا

أَنَا وَ الشِّعْرُ مِنْ زَمَنٍ بَعِيْدٍ
كِلانَا يُرْتَجَى مِنَّا الشُّرُوْحا

بَدَيْتُ النَّظْمَ فِي شِعْرِي وَ حَتَّى
يَرَانِي النَّاسُ مَا أَرْوِيْهِ بُوْحا

جَعَلْتُ الأَرْضَ فِي شِعْرِي افْتِخَارٌ
لَقَوْلُ الحقِّ قَرْحٌ لا يُرِيْحا

وَ قَوْلُ الحقِّ مَوْتٌ فِي زَمَانٍ 
بِهِ قَتْلُ الكَلِيْمِ بِمَا يُطِيْحا

فَيَأْتِي فِي خِطَابِ القَوْلِ شِعْرِي
َبَلِيْغاً مَا بَدَاهَا أَوْ فَصِيْحا 

نَدِيْمُ الشِّعْرِ فِي قَوْمٍ جُهَالٍ 
فَمَا عَرَفُوا الهِجَاءَ وَلا المَدِيْحا

      الشاعر طارق مليشو
      المنية لبنان
      ١٥ حزيران ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق