إليكَ اعتذاري يا أخي آسفٌ جِدّا
فحسنُ اعتذارِ المرءِ يُكسبُهُ الحمدا
وإنّ رجوعاً للصّوابِ فضيلةٌ
وأخطاء أصحابٍ تحاشَ لها عدّا
فإنّي عرفتُ المرءَ ليسَ بكاملٍ
ولكنّهُ يسعى عسى يبلغ القَصدا
ويعملُ مايبدو لعينيه مُشرقاً
ويَبذلُ مافي وسعهِ أبداً جهدا
وقد يَلزَمُ الصّمتَ المُمِضَّ على الذي
تبدّى ويطوي في سريرتِهِ وَجدا
وإن ظنَّ أنّ الفعلَ أزعجَ غيرَهُ
أتى باعتذارٍ والمحبّةَ قد أبدى
ولا يقطعُ الأصحابَ غِبَّ عَداوةٍ
يَظلُّ مَدى الأيّامِ يَرجو لهم رُشْدا
وكم لامَ نفساً لم تَصُنْ عهدَ وِدِّها
وراح يَصونُ العهدَ كي يحفظَ الوِدّا
فسبحانَ ربّي! قد أسرَّ لعبدِهِ
محبَّتهُ فاضَت لكي يُكرِمَ العبدا
يَمدُّ له من خالصِ الحبِّ نعمةً
وأنعامُهُ هيهاتَ نحصي لها عدّا
بكفِّ كريمٍ مِنْ لَدُنْهُ تألَّقَتْ
تجودُ وتسخو تبتغي الخيرَ والسَّعدا
تنعّمْ بما أدنى المليكُ مَحبّةً
وصافحْ أخا وِدٍّ وإن أنكرَ العهدا
ولا تحملِ الحقدَ البغيضَ جهالةً
فليس كريم النّفسِ من يحملُ الحقدا
وإن أنتَ أبديتَ اعتذاراً فكنْ على
يقينٍ ستبني دونما تَعَبٍ مجدا
🌴🌴
✍🏻: د. زعل طلب الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق