الجمعة، 30 سبتمبر 2022

وصايا حكيم (٣١)...للمبدع محمد عزو حرفوش

وصايا حكيم.(٣١)
بسم الله الرحيم أبدأ كالعادة، علّنا نصبُّ في مخزون خبرتكم بعض الزيادة، ونكون وإيّاكم بإذن الله في موقع الريادة.
أحبائي.. كلّنا في الحياة عابرو سبيل، ونصادف فيها الأجاج والسلسبيل، مهما طالت الأعمار أو قصُرت، ومهما ضاقت أو رحُبت، فاحرصوا كلّ الحرص أن تتركوا أثراً حسناً طيباً فيها، يساوي الأرض وما عليها، تحملونه زاداً كبيراً معكم، يوم لا ينفعكم إلا جميل عملكم.
أحبائي.. الحياة مليئة بالمتناقضات، بالخير والشر، بالكسل والاجتهاد، بالبخل والعطاء، بالحزن والفرح، بالقبح والجمال، فكلّ سالب يقابله موجب، فليكن اختياركم للموجب وإن لم ينسجم مع رغباتكم الآن؛ واعلموا أنّه لا يدوم على حاله الزمان؛ واجتنبوا السالب وإن أعجبكم ودغدغ غرائزكم؛ فالنزوات وإن كانت عابرة قد تكون لحياتكم مدمرة. اجعلوا العقل ميزانكم في كلّ ما يُعرض عليكم؛ فإن أفل، أفلتم، وذهبت ريحكم بما غنمتم.
أحبائي.. الحياة هدية من الله إليكم ووديعة في فكركم وبين يديكم؛ فأحسنوا التعامل مع الهديّة بما يرضي مُهديها؛ ولا تحطّوا من قدرها، فتندموا على كلّ يوم فيها يوم لا ينفع الندم؛ وتجزون بما كتب القلم، واحفظوا الوديعة بأحسن حلّة، لتظفروا بالفوز لا المذلّة.
أحبائي.. لا تغرنّكم بهارج الحياة وسفاسفها وإن تزيّنت في أعينكم؛ فهي اختبار لحسن تدبيركم ونقاء بصيرتكم. اكتبوا سطور أعمالكم بقلم رصاص فيسهل عليكم تصحيح أخطاءكم؛ وكلّنا خطّاؤون، وكما تزرعون يكون حصادكم لو تعلمون.
بسم الله بدأت وبحمده أختم، وألتقيكم مجدّداً، إن شاء الله.. ثمّ شئتم.
.. محمد عزو حرفوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق