عنــد المــســاء الأخيـــر ..
وقـبـل رحيلــه الأبــدي استــجمـعَ بقــايـا النبــض و راح يجــوبُ مـواطــن الـذكــرى برجــاء مستـفيــض، عقــارب ساعتــه ماتــتْ كـئـيـبــةً ..متـعـبـةً ،أسـئلــةُ في جـوفهــا تصيـــحُ :
أعـيدوا لـي ذاكـــرتـي فقد صــرتُ وحــدي ..وحيــدةً تمــزقـني الظلـمـة و الغربـــة ..
اعـيــدوا لـي زمــاني كـي أعــود إلـى الشمـس و الجسـر والنهــر و رائحـــة الخشــب...
إنســانُ متـعـبُ يخطـــو إلـى متــاهــات النسيــان ، يصــرخ و إذ يصــرخ على جنبــات الـجــرح يعجــز عن الهـــرب ..الخارطــة واسعـــة ، المسـالــك شائكـــة و كل مافـي الرقعـــة يـهـــذي...
ذات يــومٍ ، مـــرَّ من هنــا ..الأمكنـــة ذاتهــا و التعــب ذاتــه و الوجــوه كما في البـــدء تتــاجـر في الجـــرح و تســـاوم..!
عــاد فقــط ليــرحــل مـرة أخــرى ..للـرحيــل عنـده سحــر خــاص لمــا يـحمــل دومــا سـؤالــه و يهــرب بالفجيعـــة منتشيـــا...!
إنســـانُ..لكــم تـمـنـيــتُ أن أبكـــي مكــانـه حتـى أرمــم فــزع الســـؤال و أهـــرب إلى المــوت عبـر بــوابــة الصـمــت الأزلـــي.
تمنيــتُ ان أتلبـــسَ وجعـــه و انينـــه و أتيـــه ..أهــادنُ الريــح كي تستكيـــن و أهــرب بهــا فالمدينـــة لا تستحـــق جبــروتهــا الــدافـــئ..
عنــد المســاء الأخيــر ..اختفـــى مع العاصفـــة و تركنـــا نضيــع واحــداً بعد الآخــــر...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق