الأربعاء، 28 أغسطس 2019

مقال عن المحبة ---- للمتألقة هداية عياش

مقال عن المحبة والسلام والتسامح
 مقدم من الاديبة الشاعرة هداية  عياش
 أرجو أن ينال أعجابكم .

إني أريد السلام ، 
السلام الداخلي الحقيقي الذي يكون
 دون مدد من أحد ، بل من الله يسكب في القلب .

االحب والسلام والتسامح هي من أجمل الكلمات التي  نستعملها يوميا في حياتنا وننصح غيرنا بالالتزام بها.  فالواقع الذي نعيشه حاليا لا يمت باي صلة لهذه المبادئ والقيم السامية الا ما رحم ربي.
فالبشر اليوم فقدوا انسانيتهم و قيمهم العليا واتبعوا رغباتهم المادية والمعنوية و ركزوا أهدافهم على مصالحهم الشخصية .
 ان كل الديانات تنادي بالحب و السلام والتسامح, فالإسلام هو دين السلام والتسامح والحب والأخوة كما جاء في القرآن الكريم : »و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم »الحجرات اية 13.فالله خلق الكون وأمره بالحب والاندماج منذ خلق آدم عليه السلام. كما أكد على أنه لا فرق بين الشعوب ولا القبائل ولا الأجناس ولا الألوان ولا اللغات بل جعل الحب والسلام هما أساس كل شيء.
والإسلام هو دين السلام مصداقا لقوله تعالى : »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين « الأنبياء اية 107

إن الحب في الإسلام هو حقيقة إيمانية واصل من أصول هذا الدين كما قيل في الحديث: » الدين معاملة « .
فالعالم حاليا يعاني من أزمة المحبة والأخوة. هذه الأزمة جعلت الإنسان لا يفهم إنسانيته, 
وكلما ابتعد البشر عن طريق الله والإيمان زادت الكراهية والعداوة بينهم لأن مصالحهم تتضارب .
تعتبر المحبة والتسامح أحد المبادئ الأساسيّة الإنسانيّة والتي يدعو إليها الدين الإسلامي، قال الله سبحانه وتعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وتتجسد المسامحة في  نسيان الأحداث المؤلمة التي وقعت للإنسان أو سببها له أحد آخر، إضافة إلى تخليه عن رغبته برد الأذى أو أخذ حقه من هذا الشخص أو الانتقام  ليس ضعفاً منه وإنما من مبدأ الإحسان والتسامح، أما المحبة فإنها المفتاح إلى القلوب وهي ما يوثق العلاقات ويقويها بين الأشخاص، وتعتبر مبدأ مهماً للمجتمع،  والمحبة والتسامح من أساسيات المجتمع والتي يجدر على الجميع أن يحافظ عليها كي يبقى قوياً وصلباً.
فيما يخص التسامح فإنه يتحقق من خلال مجموعة من الخطوات الأساسية، والتي تبدأ بإدراك الفرد لأهمية أن يكون شخصاً متسامحاً وهذا ما سيساعده على توليد الرغبة بداخله ليكون كذلك، ومن ثم فإن الاستفادة من التجارب التي مر بها وخاضها في حياته، وبعد خوض تلك التجارب فإنه يجب عليه الاحتفاظ بالمهارة التي نالها من تلك التجربة فالتركيز على النتيجة كفيل بأن يخفي الأحاسيس والمشاعر السلبيّة التي يكنها الشخص لغيره، كما أن محاولة التخلّص من تلك المشاعر السلبية والسيئة يسهل من تحقيق التسامح، وتأتي الخطوة الأخيرة في تحقيق التسامح على هيئة الفعل، أي أن الشخص المتسامح يقوم باتخاذ القرار بالتصرف الصحيح ومسامحة الآخرين حيث أن اتخاذ القرار والإصرار على تنفيذه أمراً يتطلب مجهوداً من الشخص، وبعد أن يصبح الشخص متسامحاً فإنه سينعم بالأجر والنتيجة في الدنيا والآخرة وسينعكس ذلك إيجاباً على محبة الناس له.
أما المحبة، فإنها الوسيلة لصنع المعجزات، ويوجد أنواع عدة للمحبة وهي مهمة بجميع أشكالها، ابتداءً من محبة الله عز وجل، ومروراً بمحبة الأنبياء والمرسلين والوالدين والأقارب والأصدقاء والأشخاص من حوله، ويجب عليه ألا يغفل عن محبة ذاته، فمتى أحب الشخص نفسه فإنه يسعى لأن يكون بأفضل حال وظروف وهذا ما يجعله يقدم للسعي قدماً في تحقيق أهدافه، وكما يقال: ” أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم،، كما أن هذا الشعور يعزز من قدرة الشخص على تجاوز أخطاء من حوله وبالتالي استمرار العلاقات.
 يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، فالسلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص ،و ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو أساسٌ من أساسات استقرار الدول، وركيزةٌ مهمةٌ تستند عليها حياة الشعوب، فبلا سلام لا توجد حياة مستقرة، وتنعدم أسباب الرخاء، وتتراجع كل فرص الحياة إلى الخلف، من تعليمٍ، وصحة، وتطور، وحياة، لأن الحرب وهي نقيضة السلام، تدمي القلوب، وتشعل الفتن ، وتسبب الحزن والمعاناة للجميع
لا تقتصر أهمية السلام على تجنيب الشعوب الحروب، بل تجنبها أيضاً التشتت والهجرة، والمنافي، وتجعلها آمنةً باقيةً في أوطانها، فكم من دولةٍ عانت من الحرب، فتشتت أبناؤها، وضاعت فرصهم في بلادهم، فخسروها وخسرتهم، 
 السلام أيضاً، فيه اقتداء لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي عمل معاهدات سلامٍ مع كفار قريشٍ ومع اليهود، لعلمه المطلق، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، أن السلام له فوائد عظيمة وكبيرة، تجنيها الأمة، وتستفيد منها، بشرط أن تفي جميع الأطراف المتعاهدة على السلام بشروطه، وأن تلتزم التزاماً كاملاً بمتطلباته، وعدم نبذ السلام، أو نقضه، أو المساس به
السلام، اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وصفةٌ من صفاته، وهذا دليلٌ آخر على أن السلام هو الأصل في العلاقات بين الأفراد والشعوب، وأنه يحقق رخاءها واستقرارها، وأن عالماً بلا سلام، هو عالمٌ أسود، يسوده الدمار والقتل والحرب وسفك الدماء، لذلك، مسؤولية تحقيق السلام، هي مسؤولية الجميع، التي يجب أن نسعى كلنا لأجله، ونسأل الله تعالى، أن يحل السلام في جميع أنحاء العالم،
وفي بلاد المسلمين وفي فلسطين الحبيبة الشامخة
وتعود لنا حرّة ننعم  بجمالها وسحرها ونصلي في قدسها
 وأن يجنبنا ويلات الحرب والدمار.
بقلم 
هداية عياش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق