الاثنين، 23 سبتمبر 2019

مرآتي --- للمتألقة سعاد شهيد

مرآتي
و أنا أنظر إليك
لم أتعرف على تلك الملامح الساكنة فيك
تلك الخطوط المبعثرة على بريقك
بقايا إمرأة تحاول بكحل العين
أن تستعيد لمعانها
بأحمر الشفاه أن تزين تفاصيلها
هي بقايا آهات على جدار ذاك الزجاج الصامت
و بقايا أحلام ممزقة
استيقظت بعد فوات الأوان
فقد غربت شمس ذاك الحلم
و معها تبخرت أمنيات كانت معلقة على خيوط من سراب
ذكريات تئن تحت تراب الأقدار
و حزن أسكنته الأحداق رموشها بدون قرار
ما كان بإمكانها رفض عزف طوفان الأنهار
و هي لا تستأذن لحفر طريقها في الجبال و بإصرار
مرآتي  أتألم عند قراءة وجع قلبي في عينيك
أبكي بصمت و تشتعل نيران الإخفاق
طيبة أنا بل تلك الساكنة فيك
و جروح الزمان نذوب تحكي تفاصيل الإحباط
لا أرغب في إمعان النظر إليك
فكلي يسأل كلي عن كل تلك الذكريات
كيف و لماذا و متى و وووو؟!
و أنا كطفلة تحاول المشي بكعب عال
صدقت حكاية المدينة الفاضلة
لأسقط في بئر حرمان المكان والأزمان
لأنك كتابي المفتوح
أجبر على قراءته كل حين
لن أعود للنظر إليك
و سأنسى ملامحي
تفاصيل وجهي
و خدوش كل الجراح
سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق