الجمعة، 4 أكتوبر 2019

نزيف الوداع... للمبدعة نجلاء جميل

***  نزيفُ الوداع  ***
_________________
قد نكون لحكايانا أبطال ، وقد نكون مرافئ وشطآن لمن اقتحموا مُتن حَكَايانا  وأصروا بأن يكونوا محورا لبُنياها ،بكل حب وود يوما رويناها  ، وغناء ربيع تناثر عطره بين النفوس حتى فاح رحيقه خارج الأسوار ، وقد  سطرناها مرارا بألم وقهر و حزن وخذلان ونكران ، روينا قلوبنا بدمعة حُر حافظٍ للأسرار  ، وكم صدحت بأغاني أشجاننا  البلابل والأطيار ... 
جمعتنا أقدار بأهل وأشقّاء وخلّان ، وبين مد وجزر  يطوف بنا الكون ، تارة .. بين وديان وأشجار ، وتارة أخرى بين عواصف الغبراء ورمل شاطئ غزته خيوط الشمس جافية من أجله كل الأقطار ..
نلهو حينا ونثور حينا ونتناسى ألما لنكمل معا ذلك المشوار   ولكن لكل بداية نهاية ، وما بعد اللقاء وداع تمقته الروح وكم تمنت أن ينزعه القدر من قائمة رحايا البشر وتجفاه كل الأسفار ..
قد يكون الوداع بأيدينا ، وقد يكون من حكم الأقدار ، وقد نكون مجبرين عليه فلا حكم لنا إلا وأن نلملم بقايا أرواحنا من بعد  ذاك النزيف الدامي ، الذي  يفتك بما بين الضلوع ليحفر على جذع ثنايانا حزنا وألما باقٍ لو وُزّع على الكون لفاض وغطّى كل الأمصار ..
هو ذاك اللهيب من وداع  لا لقاء بعده ولو انتظرت على كل محطات الحياة ومرافئ جميع الأقطار ...
تئن القلوب وجعا وتنزف جرحا وتتحجر الدموع في مقل ما عرفت يوما غير بريق الوفاء ليرسل محياها نورا يشق محاجر غربة ووداع لروح أبت إلا وأن تكون رمزا لأؤلئك الأخيار ... فأضحى الوداع أمرا مقضيا
بعدما كنا نقول دوما للحكايا بقية ..
وأسدل الستار على مسرح الأماني  النديّة ..
فما عادت لنا حَكَايا بعدما أصبحت غيوم قلوبنا  بائسة ولن  تمطرنا إلا بركانا من أحزان وآلام فباتت دموعنا على جفوننا  عصيّة ...
______ ولن تبقى للحكايا بقية ____
#نجلاء جميل #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق