مرّ الحبيبُ على قلبي فحياه
فاستنفرَ الشّوقُ تهياماً بملقاه
ذكّرتُ قلبي بعهدٍ كان يجمعنا
أيخفرُ العهدَ؟ هل مازال يهواهُ؟!
يا قلبُ قلْ لي علامَ العينُ مسهدةٌ ؟
فالجفنُ دامٍ أسيفُ الحبِّ أدماهُ؟!
مالي أراكَ كنهرٍ ضلّ ضفّتَه
فاستنكرَ الماءُ رغمَ العهدِ مجراهُ
مالي أراك تسحُّ الدمعَ من شجَنٍ
وتلطمُ الخدَّ إذ ما مرَّ ذكراهُ
مالي أراك كئيبَ الوجهِ مُدنفَه
أعياهُ شوقٌ وذاك الهمّ أذواه
انظر بعينكَ كم من عاشقٍ كفرَتْ
به العيونُ فما أصغَتْ لنجواهُ
كم مات منهم بقلبٍ هائمٍ كَلِفٍ
أو جنّ عشقاً كما قيسٌ بليلاهُ
آليتَ يوماً وذي الأشلاءُ شاهدةٌ
فكيف تبكي وقد أنكرتَ مسعاهُ
أشقيتَ روحَك فازدادَت به وصباً
كأنه الموتُ قد ضمّتكَ جنحاه
قد أينعَ الحبُّ آلاماً مُنهنِهةً
وأومضَ الحزنُ برقاً في محيّاهُ
يا قلبُ مهلاً كفى بالحبِّ موعظةً
أنّ العميدَ بحضنِ القبرِ مثواه
هذا الغرامُ الذي أرخى سدائلَه
أدمى القلوبَ فأرداها بيمناهُ
أعرضْ كيوسفَ إذ لاقى حبائلَه
واستعصمَ الشّوقُ إذ لاحت خطاياه
يا قلبُ أعرضْ أما يكفيك من ألم
لن يبرأَ الجرحُ إلا حين تنساهُ
خالد الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق