الأحد، 28 يونيو 2020

لاتهاجر..للمبدع محمد رأفت القادري

#لا_تهاجر

#لا_تهاجر

على شفة الزمان أنا وقفتُ
وفي عيني ثرى وطني حملتُ

وبعت جواهر الذكرى بشتلٍ
وفي صحراء أوطاني غَرستُ

تركت دواة حبري خلف ظهري
وقرطاسي بمدراجي دفنتُ

جلست على منارة بالغياب
فما أبصرت نورا حين غِبتُ

كأني عابرٌ في بحر وهمٍ
وفوق الرمل عنواني كتبتُ

وحين أتى إلي الموج مدّا
تلاشى كل حرف قد رسمتُ

أنا ميلاد أسراب الحمائم
وعند رحيلها موتي نثرتُ

أنا غيم رمته الريح غربا
فما عدت المشارق حين عدتُ

زرفت العمر في بلد غريب
وفي وطن الحبيب فما زرفتُ

رهنت العمر في كفٍ رمتني
وكفٍ قد أُويتُ بها كسرتُ

زرعت الخير في وطن غريب
وليت الزرع في وطني زَرعتُ

وفي بلد الغريب حملت أسمي
بلا حسب ولا نسب وجِدتُ

وكانت في بلادي شمس أهلٍ
لها نسبي وفيها أشتهرتُ

فماعادت تطل علي صبحا
ومنذ رحلت منها قد حرمتُ

فلا ترحل إليك الأن نصحي
فلا ندم رماني حيث كنتُ

ولا لوم يخفف من جراحي
ولا كفّ تداوي إن جرحتُ

ظننت بأننّي هاجرت يوما
ولكنّ الحقيقة قد هُجرتُ

دع الأوطان تشبع منك دوما
فللأوطان روحي قد وهبتُ

فيا صحبي أنا في الهجر ميت
فإياك الممات فإنّي متُ

محمد رأفت القادري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق