الأحد، 23 أغسطس 2020

أنا تلك الطفلة....المبدعة أماني بن الصغير

أنا تلك الطّفلة المدلّلة التي نشأت بين يديك..أنا التي تعلّمت منك الصّبر..تعلّمت منك الكثير..تعلّمت العشق من سحر حروفك و بقايا قوافيك..أنا التي رأيت الحزن في عينيك،
ذلك الحزن الغريب الذي رأيت نفسي فيه..أنا التي رأت ذلك الغموض الذي استعصى على فهمه الكثير ..ذلك السّحر الجميل الذي يعتلج في نفسك..رأيت رقّة روحك كورق شفّاف مقوّى بالطيبة و الرّحمة و الرأفة..آه من عيون مبثوثة من كلّ النّواحي.. و ضوضاء تعمّ قلبي..ماذا أفعل..؟ و قلبك جنّة.. و روحي الباكية تحنو عليه و تتجنّح على محيط آهاتك.. أجذب آلامك إليّ و أخفّف عنك رماد الدّهر و أنصت إلى أنينك و أحدّق إليك لأرى ضجيج صمتك و هدوء عاصفتك
أرى هجرك يطول و الحزن يسود قلبي..كيف أتأقلم مع الفراق؟..و كيف أنسى أحاديثك و ابتسامتك و جنونك
ألم تقل أنّك سندي و أمي و أخي و أبي و أختي و حبيبي؟
ألم تقل لا تخافي أنا معك...؟ فأين أنت بلحظات ضعفي؟..
كثيرة الأسئلة التي تجول بخاطري و لكن لا إجابة أجدها..فمن يحبّك من المحال أن يبقى أو أن يشعر بالسّعادة دون أن يسأل عنك..من يحبّك يهتمّ بك كعينيه.. و أنت كنت نورا بدماس أعماقي..رحلت و تخلّيت عني و أنا الآن مكفوفة.. النّور و الفرح من بعد هجرانك محرّم..
أنا أيضا تجاهلت دائي و تخليت عن دوائي و أكلي و شربي و سعادتي ..لم أعد أريد شيئا و سأنتظر مماتي، لأنني ميّتة و أنا على قيد الحياة..!!..و لا عودة إلى الحياة إلا بنورك و حبّك..فما نفع نبض أنت لست فيه..لن أحادثك..و لكن تأكّد أنّ روحي قد احترقت لحظة فراقك..تأكّد أنّ قلبي المعتلّ و المتألّم يتمزّق يوميا و دمعي لا يكف ..الكل يستيقظ سعيدا إلا أنا..
أستيقظ على الألم..ذلك الألم العميق الذي لا يكتب و لا يوصف..ألم قلبي غريب..ألم بدواء يزيد ألمي و ألم بلسمه أنت أيّها المهاجر..لا دواء ينفعني و لا شفاء يأتي من جفاء راحل لا أمل في عودته..فهل رأيت أو سمعت عن ألم كهذا؟..!!..سأبقى أنظر إليك كل يوم خلسة لأطمئن أنك بخير و أنتظر أيّامي المعدودة فأنا لست باقية.. و الموت ينتظرني بأي لحظة ..و لن أكون إلّا ذكرى جميلة تراود مخيلتك و تتذكّر امرأة عشقتك بصدق و لم تحمل غير المحبّة..
و عند مماتي اقرأ كلماتي و تذكّر أنّك عشقُُ كان يومًا هو حياتي💔
........أماني بن الصغير.........//.....أوتار أماني.......//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق