هروب إلى الزمان الدافئ ...
في الماضي عندما كنا أطفالاً صغاراً ... كنا نجتمع في بيت مبني من التراب ... رغم بساطته و بساطة أثاثه كنا نشعر بالدفء يغمر قلوبنا ... كنا نجتمع حول مدفأة الجد و الجدة و نتسامر و نتبادل الأحاديث ... كانت قصص الجدة مرعبة أحياناً لكن كنا نستمتع بالاصغاء إليها رغم خوفنا و هلعنا من تفاصيلها ... إلا أننا كنا نصر على جدتنا كي تكملها و كلما برقت السماء و رعدت تمسكنا ببعضنا أكثر و نقترب نحو الجدة أكثر و هي تلاحظ خوفنا و تبتسم لنا و تشجعنا أن لا شيء مخيف و كلها حكايات في النهاية ... كانت أيام دافئة و يملؤها الحنان ... كانت أجمل الروائح عندما يتم طلاء جدران الغرف بمادة الكلس ( عملية التكليس ) عندما تجف الجدران كنا نرشها بالماء و نستمتع برائحة جدران التراب المكلس ... منذ اختفت هذه البيوت ذهب الحنان و اختفى الدفء ... أصبحت منازلنا الحالية باردة رغم كثرة المدافئ ... لكن هناك شيء ما اختفى باختفائها ... رحم الله أيام زمان الدافئة و الحنونة ...
..... عتاب أمين .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق