رحلة الحواس
................
ياصاحِ : أني أرومُ الصفحَ مُعتذراً
فحينما قد طرقتَ البابَ لم أَجِبِ
كونَ الحواسِ إلى المحبوبِ قاطبةً
شِئْنَ المسيرةَ : هُنَّ الآنَ في الطَلَبِ
طرفي يُراقبُ طول الدربِ في وَلَهٍ
ويسكبُ الدمعَ فوق الخدَّ كالسُحُبِ
والسمعُ يُنصتُ من قبلِ اللقاءِ إلى
إهزوجةِ الصبِّ بالموّالِ والطَرَبِ
والشمُّ جابَ أريجَ الوردِ مبتهلاً
عساهُ يحظى بعطرِ الخِلِّ عن كَثَبِ
على بناني تُرى آثارُ مُرتجِفٍ
ما أنْ أُلامسَ غُصنَ البانِ في أَرَبِ
وفي الشِفاهِ مذاق الشهدِ أرشفهُ
أَلَذَّ ما في سلالِ التينِ والعِنَبِ
ياصاحِ : أني بهذا الحالِ منذُ أَتى
صوتُ الحبيبةِ إذ يبغي الوشائجَ بيْ
راحت حواسي جوى المحبوبِ قاصدةً
وقد رمتني كصُمَّ اللوحِ للخَشَبِ
ياصاحِ ظنّي بهذا الأمر تعذرني
كوني بُليتُ بهذا العجزِ عن سَبَبِ
.......
الشاعر نزهان الكنعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق