تحمل مرآتي وجوها تنتشر
فى مقهى أسكن فيه أنتظر
ربما أقف صامتا إليها ربما أحتضر
أرقب سنين العمر الوجوه تندثر
من كؤوس وفناجين خاوية تغتسل
نسي من يغسلها أن يغسل قلوب البشر
لكنها خوت مقاعدهم رحلوا فى قدر
ليجلس غيرهم صنفا ولغة وجيلا للعمر
يرفض ماكان يجلس قبلهم ويمحى الأثر
تلك التجاعيد التي حفظتها المرآة تستقر
تحكي لمن يرسم نفسه أمامها أن يطيل النظر
شاهدت هنا جيلا وجيلا وزمنا وقرن ونهر
تتغير الملابس تتغير اللغة قصات الشعر
لكن واحد يجتمع أمامي هم بشر
يتقارب الوجهان أمامي يبتسمان يرتعشان
يخفي من عيناهم الحذر
كم كنت أرقب تلك الوجوه و أصطبر
يعلو صخيبا ونحيبا قيل مغني وارتعاش الوتر
قيل قديما فى حكمهم جنون وازدجر
وفى الوجوه وبالمرآة رأيتها كانت جوهر تستقر
تلك الحقيقة التي رأيتها وملامحها تمر
ثم اختفت وتبدلت تحت غيم المطر
كانت حبيبة أجمل مافي العمر
كنت سأرسم ملامحها الجميلة على السطر
فجأة تباعد الوجهان كمن مزق الورق وانشطر
وكأن ريح قد أتت تنزع الأوراق من الشجر
وكأن طعم الدنيا كأشجار منزوعة الثمر
بلا طيب ولا عبير رحلت بلا نذر
رحلت تجابه الصخب والضجيج المنحدر
رحلت بصمت الرعد والصمت استقر
ثم عادت كأني ماحبيبها ولم تشر
فصرخت المرآة فجأة لصراخي تنكسر
الكل أفاق لم نجدنا الكل يسأل
من سرق القمر من سرق العمر
من سرق إحساس من خان وكره
من غدر
تحياتي
المحامي الشاعر
احمد محمد فرغلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق