لا تهربي كهروبِ الليلِ من بَلَجِ
عيناكِ مفضوحةُ الأسرارِ في الدَعَجِ
تبوحُ عيناكِ أشعارَ الهوى غَزَلاً
تراقصُ الحرفَ مسروراً معَ الهَزَجِ
أمّا الشِّفاهُ عنِ الأنغامِ صامتةٌ
والوجهُ محتجِبٌ كالبدرِ في الرهجِ
فحرّري الشوقَ من صمتٍ يُحابِسهُ
ورنّمي الشِعرَ فوّاحاً معَ الهزَجِ
أنا سفينةُ عشقٍ عانقتْ لُججَاً
سارتْ بِحبٍّ على الأمواجِ بالمُهَجِ
لن يعرِفَ الوجدَ من قد هابَ من غَرَقٍ
حتى يتيهَ ببحرِ العشقِ ذي اللججِ
حبيبتي عينها ليست سوى شَرَكٍ
يصيدني بخيوطِ الغُنجِ مُنتَسجِ
تشوي الفؤادَ بلا جمرٍ ولا وهَجٍ
ودونَ ذنْبٍ ولا جُرمٍ ولا حرَجِ
ويرقصُ القلبُ في نيرانهِ فرحاً
فليس من حرقهِ وجداً بِمُنزعِجِ
الصيدُ صنعتها و القنصُ عادتها
والفتكُ شيمتها بالرمشِ و الدعَجِ
ما أعجَبَ الصيدَ منها وهْيَ زنبقةٌ
لقد تقاوتْ على الألبابِ بالغَنَجِ
جالَ اليراعُ على الأوراقِ مُنتشياً
فباحَ شعري بما أخفى منَ اللهَجِ
الدعج : العين شديدة السواد واسعة
الهزج : صوت ترنم ، الرهج : سحاب رقيق أو غبار
الغنج : الدلال ، اللهج : الولع ، أو المداومة على الذكر
بقلمي
د.عبدالمجيد محمود موّاس طوقان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق