الخميس، 30 ديسمبر 2021

طيور مهاجرة....للمبدعة انعام ابو سعيد

طيور مهاجرة
أسراب تلو أسراب هبت تفر من عاصفة هوجاء عاثت بالبشر والحجر والتراب
فغشيت العيون وضاعت الاتجاهات واستسلمت الأجنحة وصفقت لمخرج ينجيها من هول المصاب
النجاة بالروح كان سبب الأسباب والرحيل سيد الموقف.
لم تدر وجهتها فأسلمت الأرواح وحلقت بأجنحتها طويلا
أنهكها الطيران وعصف بأفئدتها الجوع. والعطش والبرد والحرمان ومازالت شاردة الاتجاهات وفاقدة القرار.
اضطرت للهبوط فوق الشوك والصبار يحذوها الأمل بالوصول للأرض والهدوء والاستقرار 
وتخدعها الأماكن. لا لا لم تصل بعد للهدوء
ولكن أنهكها الطيران وخارت قواها وأجبرت على سوء الحال أكثر مما كانت عليه بين جنبات العاصفة الهوجاء
المكان موحش رغم الطبيعة الخلابة ولكن لاروح فيه وأرواحهم أنهكت
وبعيون تملؤها الخيبة والحنين تبادلوا نظرات الأسى مودعين
أين وجهتهم لم يدروا فاقدي القرار مع مهب الرياح يحلقون.
وتطول الرحلة وتفرقهم الاتجاهات وتحط بهم الرحال هذا لمن بقي منهم على قيد الحياة
والباقين تمنوا لو أصابتهم العاصفة الهوجاء
بالممات ولم يصلوا إلى الحال الذي يشبه كل شيء إلا الحياة
المهم ان أجسادهم المنهارة حطت على الارض
واستسلمت لنوم علها تحلم بدوحها التي كانت به تجول
طال نومها..... لتصحى على حالها وتجد أن أجنحتها فقدت قدرتها على الطيران.
وتلزمها البقاء بنفس المكان لتلتقط مابقي من أنفاسها وبعض من فتات يبقيها فقط على قيد الحياة
فكر بعضهم بالشدو والغناء...... عبثاً فعلوا فأصواتهم علقت بحناجرهم عندما غنوا آخر الألحان في دوحهم
فألقوا برؤسهم على أجنحة بعضهم واستسلموا للنوم من جديد
سينامون أنهكهم التحليق وبالنوم.......... سيحلمون
في دوحهم مغردون و أحبتهم حولهم يتحلقون
كان لهم أصوات جمييييييلة
أجل يتذكرون
يطول نومهم
ليصحوا........ لاأجنحة تحلق ولا أصوات تخرج...
هل سيطول الحال؟؟؟
دوما علق بصدرهم هذا السؤال.
لم يدروا كم من الوقت مضى فالساعة أصبحت عام والعام دهر
وما أصعب الأيام في تلك الحال

مع شقة الصباح
فتح أحدهم عيونه ومازال بدوحه يحلم وغرد بلحنه المعهود
مازجاً إياااه بكل حنينه للدالية والساقية
والفااااتنة
فصحا الجميع من حوله وليكملوا معه معزوفة الحنين التي حلم بها الجميع يرفرفوا بأجنحتهم
ها مازالت أصواتنا موجودة و أجنحتنا حية. رددها الجميع
وسااااد الهدوء
فالدوح ليس دوحنا و حراسه كثر
لابد من فرج
فدوام الحال من المحال ردده البعض والآخرون أوموا برؤوسهم الحزينة
تهدلت الرؤوس وغطتها الأجنحة
وشردت الأفكار بالماضي والحاضر والمستقبل
لابد من شروق جديد وتحليق وشدو يطرب المكان والدوح والأنسان
حتى لوكانوا بوطن غير الأوطان
فما زالت أجنحتهم هي هي وحناجرهم و
أرواحهم تعود رويدا رويدا
لابد ينهضون
وحالهم بالمكان الجديد يثبتون
فالأرض هي الأرض والسماء نفس السماء
لابد من عودة للحياة
تشاوروا بين بعضهم متي يكون تحليقنا
ياترى
وأصواتنا متى سنطلقها
البعض بقي صامتا والبعض استعد والبعض تململ بالمكان
أعجبتهم الفكرة
ومع شروق الشمس التالي صفقت الأجنحة
وانطلقت الحناجر بألحان رائعة
اجتمع حولها طيور المكان كافة مهللين لروعة الموسيقا ومصغين ومشجعين
ويوماً بعد يوم
ازداد تحليقهم
علت أصواتهم والبعض نافس طيور المكان
وأصبح ملك الدوح ومعضم من معه
حلقوا فوق الأشجار وعاد لهم صوتهم وقوة أجنحتهم
بكل جمالهم سيستمرون وبالدوح الجديد وجودهم يثبتون
وعندما تقوى الأجنحة أكثر سيعودون لدوحهم الأول لزيارة المكان والاطمئنان عن الأحبة والخلان
لم تثنهم العاصفة عما خلقوا له إنهم لمصممون
وللتميز والجمال وإسعاد أنفسهم
ومن حولهم سيبقوووون
إنهم لباقون
انعام ابوسعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق