. . . مُحَجَّبَةُ الأعرافِ . . .
مـا لِلعُـيونِ الَّـتي عـاتَـبتُ فَاختَـمَرتْ
بِـما يَـلـيقُ بِـوجـهِ الـرِّيـمِ مِـنْ شَـجَرِ
تَكَلْثَمَتْ وَرَقَ الرُّمّانِ فَاشتَكَلَتْ
مَلائكُ الرَّحمَةِ النَّهْداءِ بالثَّمَرِ
و قَطَّرَتْ مِنْ رَحيقِ اللهِ مُمتَزِجاً
مابينَ ذي سَكَرٍ أو غَيرِ ذي سَكَرِ
فَـخَـمرَةُ التِّينِ مِـنْ أنـخابِ عـاصِرَةٍ
و راحُ دالِـيَـةٍ مِـنْ مُـعصِـرٍ حَضَرِيْ
و ناولَتْنيْ بَليغَ العَصرِ مُخْتَضِباً
بِبالِغِ اللِّذَّةِ العَمياءِ مِنْ عُصُرِ
وآثَـرَتْ صَـفْـحةً خـضراءَ في كَـبِـديْ
و مَـدَّدَتْ أحـرُفاً كُـوفِـيَّةَ الصُّـورِ
وعَـبَّرَتْ عَـنْ كُـلِّ مـا قَـلبيْ تَـحَمَّـلَـهُ
مِـنْ بُـعدِهـا وَجَـعاً بِـالـغَـمْزِ والـحَوَرِ
وحـاولَـتْـنـيْ عـلى بُـعـدٍ كَـأنَّ بِـهـا
وحـياً مِـنَ اللهِ في الـتَّـقْريـبِ بِـالـبَصَرِ
حتَّى رَمَـتْنيْ ويا لَـلْسـَهْمِ مِنْ حَـدَقٍ
ويـا لِـحـاجِِـبِها الـمَشدودِ مِـنْ وَتَـرِ
تَـنـاومَـتْ عَـنْ أحـاديـثيْ مُـأوِّلَـةً
جَـمالَ مـا أوْقَـعَـتْ أنْ لـيسَ بِـالخَطِرِ
و لا ضِرارَ ولو في مُهجَتيْ اشتَعلتْ
نـارُ الـحَـنينِ ولا بالـصَّـبْرِ مِنْ ضَـرَرِ
كـانَـتْ مُـحَـجَّـبَةَ الأعـرافِ مِنْ خَـفَرٍ
و شـارَكَـتْ آيَـةَ الـتَّطـهيرِ بـالـخَـفَرِ
مـا لِـلجَـمـيلاتِ مِـمّا لَســتُ أذْكُـرُهُ
ضَـنَّـاً على نـاقِـصِ الـتَّعـبيرِ بالـعِـبَرِ
غَـيرَ العُيونِ و ما أسـلَفْتُ مِنْ خَـطَرٍ
وغَـيرَ غَيْرَ الذي بالـصَّـدرِ مِـنْ دُرَرِ
و غَـيرَهُ ذلكَ المَـخْصورِ مِنْ وسَـطٍ
كـأنّهُ يـائـسٌ مِـنْ رَحـمَةِ البَـشَرِ
وغَيرَ تلكَ الـشِّفاهِ الحُمـرِ مِـنْ زَهَـرٍ
كـأنَّـها قُـبِّلَـتْ مِنْ ظامِئٍ تَــتَرِي
مـا أرسَـلَتْ خَـبَـراً عَـنْ سِـرِّ غَـيْـبَتِـها
و القلبُ مُـنْتَظِرٌ تأْشِـيرَةَ السَّـفَـرِ
مَـرَّتْ ثَـلاثٌ ومـا مِنْ بَسْــمةٍ عَـبَـقَـتْ
ولا عُـيونُ الـمَـها تَـهْـتَـمُّ بِـالخَـبَرِ
كـأنَّ والـعِـلْمُ عِـنْـدَ اللّهِ قد صَـعَـدَتْ
إلـى الـسِّـماءِ الَّـتي في الـشّامِ مِـنْ ظَـفَرِ
و لازَمَـتْ جَـنَّـةً في صَـدرِ غُـوطَـتِها
كَـأنّـها سَـطـرُ بِـسْمِ اللهِ بِـالـسُّورِ
فَـخَـبِّـروهـا إذا كُـنْـتُـمْ عَـشيـرَتَـهـا
مُـحاقُ عـاشِـقِـها فـي لَـيلةِ الـقَدَرِ
فَكَيفَ لو أرسَـلَتْ في الـطُّورِ أشقَرَها
و الـبَـدرُ ما بَـينَ غِـرِّ الـثَّغْرِ و الـغُرَرِ
فـلا مَـحـالـةَ أنِّـيْ صـاعِـدٌ لَـهُـمـا
و شـارِبٌ خَـمـرةَ الـسَّكرانِ بِـالـنَّظَرِ
فَعَنْ يَـساريْ حَـديـثُ الـنَّجْمِ ذو شَـرَرٍ
وعَـنْ يَـميـنيْ كِـتابُ الـشَّـمسِ لِلقَـمَرِ
ومِنْ ورائيَ ـ عَـفْوَ الـخَمرِ ـ ما سَـكِرَتْ
عُـيـونُ لـيلى ... و هـؤلاءِ فـي أثَـريْ
الشّاعر حـسن علـي المـرعي ٢٠١٨/١٠/٢٠م
-- المُعصِرُ : الفتاةُ أوَّلُ بُلُوغِها
-- المُحاقُ : آخِرُ ليلةٍ في الشَّهرِ القَمَري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق