الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

في رحلة النسيان.......للمبدعة عفاف خيرت

*** في رحلة النسيان **

أيا قلبا مسافرا في شتى بقاع الأرض ،يرجو نسيانا ، 

كلما فاض الحنين فيه أمعن في الإبحار إلي كل المرافئ والشطآنا ،

قلب عليل وروح ثكلى رجو في  البعد سلوانا ، 

كل العواصم أقمت فيها ،كل المدائن ، وجبت كل الشطآن ،

لم أجد لقلبي العليل فيها دواءا للسقم ،ولا حزت ترياقا ،

في رحلة النسيان أنا ،وقلبي الحزين ،وزاد قليل ،مر كالعلقم 

بعض ذكري تثير دمع الحنين وجدا ،فلا يفلح النسيان ،

عيش الغريب أحيا ،بكل المدائن ،أدمن الترحال ، علي يوما أفلح

وأوفق الي انتزاعك من فؤادي ونسيانا .

كلما نظروا في مقلتي لمحوا طيفك مرسوما بإمعان ، ويضمه الجفن والأهداب ، يأسفون ،ويرحلون عني ، فذا القلب العليل بالحنين والعشق عمرانا ، مترعا ، دفاقا ،

أحاول أن أطمس صورتك في العيون ، وأريقك مختلطا بدمائي 

أنزف وأنزف ،وتتسرب الحياة من وريدي والشريان ، ويبقى رسمك

محفورا علي الشغاف نقشا ،يأبى ترحالا .

أرحل سيدي وكف عن استعمار قلبي واحتلال أوردتي وبوابات الشريان ،

 لملم تفاصيلك والذكرى وامح ذاك التوقيع علي كل نبض

دان بالولاء لك وسبح تراتيل الوله لعينيك تيما وإجلالا ،

استعمرت كل مدني ، ومن فيض تحنانك رفعت راياتها استسلاما،

سلبت الروح وسبيت المهاد ، وذاك النبض يصرخ إليك شوقا وافتقادا

يجهض كل محاولاتي للهرب والإبتعاد ،

أرحل  إذا شئت حبيبي ،وخذ معك كل ما تملك في ذياك الكيان 

وكل ما دان لك بالولاء ،إذعانا ،

.أرحل وانزع ذاك السهم من كبدي ، فقد أدماني وجعا وآلاما،

إرحل سيدي ،فقد أرهقتني رحلة  النسيان ،

مسافر قلبي في كل البقاع ، يوغل في الترحال ،عل التيه يبتلعه

ولا يرتد إلي صدرك ،في نهاية اغترابه وشتاته ، شوقا وهياما ،

أواه من ذاك القلب العاشق ،يهواك قاتلي ، ولا يفلح من عينيك هربا ولا نسيانا .


#دروب التيه                          بقلم#عفاف_خيرت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق