*** في رحلة النسيان **
أيا قلبا مسافرا في شتى بقاع الأرض ،يرجو نسيانا ،
كلما فاض الحنين فيه أمعن في الإبحار إلي كل المرافئ والشطآنا ،
قلب عليل وروح ثكلى رجو في البعد سلوانا ،
كل العواصم أقمت فيها ،كل المدائن ، وجبت كل الشطآن ،
لم أجد لقلبي العليل فيها دواءا للسقم ،ولا حزت ترياقا ،
في رحلة النسيان أنا ،وقلبي الحزين ،وزاد قليل ،مر كالعلقم
بعض ذكري تثير دمع الحنين وجدا ،فلا يفلح النسيان ،
عيش الغريب أحيا ،بكل المدائن ،أدمن الترحال ، علي يوما أفلح
وأوفق الي انتزاعك من فؤادي ونسيانا .
كلما نظروا في مقلتي لمحوا طيفك مرسوما بإمعان ، ويضمه الجفن والأهداب ، يأسفون ،ويرحلون عني ، فذا القلب العليل بالحنين والعشق عمرانا ، مترعا ، دفاقا ،
أحاول أن أطمس صورتك في العيون ، وأريقك مختلطا بدمائي
أنزف وأنزف ،وتتسرب الحياة من وريدي والشريان ، ويبقى رسمك
محفورا علي الشغاف نقشا ،يأبى ترحالا .
أرحل سيدي وكف عن استعمار قلبي واحتلال أوردتي وبوابات الشريان ،
لملم تفاصيلك والذكرى وامح ذاك التوقيع علي كل نبض
دان بالولاء لك وسبح تراتيل الوله لعينيك تيما وإجلالا ،
استعمرت كل مدني ، ومن فيض تحنانك رفعت راياتها استسلاما،
سلبت الروح وسبيت المهاد ، وذاك النبض يصرخ إليك شوقا وافتقادا
يجهض كل محاولاتي للهرب والإبتعاد ،
أرحل إذا شئت حبيبي ،وخذ معك كل ما تملك في ذياك الكيان
وكل ما دان لك بالولاء ،إذعانا ،
.أرحل وانزع ذاك السهم من كبدي ، فقد أدماني وجعا وآلاما،
إرحل سيدي ،فقد أرهقتني رحلة النسيان ،
مسافر قلبي في كل البقاع ، يوغل في الترحال ،عل التيه يبتلعه
ولا يرتد إلي صدرك ،في نهاية اغترابه وشتاته ، شوقا وهياما ،
أواه من ذاك القلب العاشق ،يهواك قاتلي ، ولا يفلح من عينيك هربا ولا نسيانا .
#دروب التيه بقلم#عفاف_خيرت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق