الجمعة، 3 أبريل 2020

رأس السنة السورية ... للمبدعة ساحرة الحرف سوزي حايك

رأس السنة السورية 6770 ،  عشتار يا أم الزلف ..
بمناسبة رأس السنة السورية كل عام و السوريون بألف خير ليبقى صوت الحضارة السورية ناقوسا يدق ليذكر العالم أن شجرة الحضارة الوارفة قد زرعت بذرتها في سوريا .
إن الاحتفال بعيد رأس السنة السورية ظل مستمرا في بلادنا عبر آلاف السنين تحت اسم عيد الرابع فكانت تقام الأفراح و تعقد الدبكات ..(عالعين يا أم الزلف زلفة يا موليا ) ..نعم الكثير منا يغني لعشتار دون أن يدرك المعنى الحقيقي لها ، فكلمة زلف تعني بالسريانية أشياء كثيرة أولها الثوب الموشى ، الزينة ، الجمال ..و كلمة موليا تعني الخصب ، الوفرة ، الامتلاء ..و هذه المعاني كلها تتصل بعشتار الأم و الأرض و الطبيعة . يرتبط التقويم السوري بعشتار ، الأم الأولى ، نجمة الصباح و المساء التي من أعطافها يعبق العطر و الشذا و يكتمل بحضورها السرور و يشع من ابتسامتها الأمن و الطمأنينة .
في نفس الموعد من كل عام تنزل الآلهة عشتار إلى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز ، و تنجح في ذلك ليعم الخير و عندما يقوم تموز من الموت ترتدي عشتار في هذه المناسبة ثوبا موشى ( زلف ) يزدان بكل أنواع الزهر و الثمر ..كما تتجدد الخصوبة في الطبيعة .
بهذه المناسبة كل عام و جميع السوريين بألف خير ، أصحاب الأبجدية الأولى ، أصحاب أقدم نوتة موسيقية وجدت في التاريخ ( أوغاريت ) و أصحاب أول تقويم .

سوزي حايك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق