الجمعة، 3 أبريل 2020

نخشى الفراق ... للأديبة ساحرة الحرف د.نجلاء جميل

نخشى الفراق دونما  أن نعمل على ترحيله من أفكارنا، لا نتحدث هنا عن الفراق قسرا ، قد نكون لا دخل لنا فيه ، هي الأقدار وما تشاء ،
بل نتحدث هنا عن فراق  نحن أبطال مسلسه  أحيانا ،  فنتلف ألبابنا ونوقف رحلة تفكيرها في أسباب من الممكن أن تكون واهية هشة تزول بمجرد ابتسامة منا .. 
ونخشى الهجر وننسى بأننا قد نكون سببا فيه ، أو ربما نكون ضحية له ، ونهاب الحقيقة وهي أصدق ما في حياتنا ، نختبئ بين دهاليز أمنياتنا خوفا من صقيع الخذلان من واقع بات مريرا ..
نخشى الحب ونلوذ بظنوننا كهفا لنا ، وكأنه وحش كاسر يجتاح أركاننا ، وتناسينا بأن جمال الكون نراها في عيون المحبين ، نحاربه لأننا بتنا نخاف قوته في أرواحنا ، أو لربما نخشى إذلاله لنا ، وكم نهاب الدنو من سكناته ، ونرمقه من بعيد على شاطئ  أمنيات لنا ...
وكم نخشى مرايانا  ، ولحظة صدق بيننا وبين أنفسنا ،  والحديث إليها ربما لأنها ستحدثنا بنواقصنا ، بل لأنها ستضع كفها على جرح غائر بين الحنايا ، أو لربما ستكشف لنا زيف أقنعتنا التي باتت كستار يُسدل على مسرحه عندما تتكئ الأجفان على مخدع سريرتها .. 
وما زلنا نخشى أنفسنا ونخشى اغترابها بين حنايانا ، تغترب الروح في دواخلنا لتمتطي صهوة الجدال بين العقل والقلب .. 
وكم نخشى .. ونخشى .. ونخشى .. 
فماذا لو صدقنا مع أنفسنا قبل أن نصدق مع غيرنا ، وماذا لو كان النبض صادقا يسعد بأقل الأشياء لترسم بسمات نابضة على تقاسيم  وجوه تشتاق لشمس مبتغاها بعيدا عما يجول في دجى الأيام ... 
فماذا لو أعتقنا كواهلنا من حمل أعباء ، لها ولنا خير معين ، هو ربي وربك ورب كل الأكوان ، فلنتقِ الله في أرواحنا فأمري وأمرك بين يديه وقضائه  وقدره ، ولنرتقِ بمشاعرنا وتعاملنا مع أنفسنا قبل أن نصدق مع غيرنا ...
________ 
وللحديث بقية .....
# نجلاء جميل#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق