تحليق روح
كُلَّمَا حَاوَلَت إمْسَاك الرُّوح . أَرَاهَا تَغْدُو إلَيْك مُسْرِعَة . تَعَلَّقَت بِك فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْك الْفِرَار . حِين تَرَاك عَيْنَاي كَأَنَّك نَسَمَة نَيْسَان عِنْدَ هُبُوبِهَا . تٌطلق سَراح مفرادتي كَي تَنْطِق بِشَوْق . نَمَّا مُنْذُ الأزَلِ وترعرع فِي ظُلُمَاتِ أعماقي . مخبأ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ فِي دَهَالِيز إنْسَانٌ . طَال انْتِظَار شَوْقَه لِلْفِرَار مِنْ قُيُودِ الْبُعْد . فنسيانك حُرُوف كَلِمَة تَرَكَتْهَا خَلْفَ ظَهْرِي . فَمَن يَسْكُن الْحَبِيبِ فِي أحْشَائِهِ . لايعرف مَعْنَى كَلِمَةِ فِرَاق وَنِسْيَان . حُضُور وغياب . بَعْد وَقَرُب كُلُّه حُضُور دَائِمًا . حِينَ فَتَحَ لَك قَلْبِي أَبْوَابِه الموصده . . . دُون إرادتي أَيْقَنْت إِنَّك هِبَةِ مَنْ اللَّهِ بَعْدَ طُولِ مُعَانَاة . حَتَّى وَإِنْ حَضَرَتْ مُتَأَخِّرَةٌ . لَكِنَّك الْهَدِيَّة المنتظرة . وَمَا أَجْمَلَه مِنْ كَرِيمٍ فِي الْعَطَاءِ . كَانَت نَوَافِذ قَلْبِي مُفَتَّحَة . اُنْظُرْ مَنْ خِلَالِهَا . عَلَى الْكَثِيرِ مِنْ بَنِي الْإِنْسَان . لَكِنِّي لَمْ أَرَه يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ . وَحِين رآك فُتِحَت أَبْوَابِه مَشْرَعَة فأدخلك دُون اسْتِئْذَان . وَأَغْلَق أَبْوَابِه اوصدها بِكُلّ إتْقَان . . . . وَقَذْف مِفْتَاحِه فِي قَاعٍ النِّسْيَان . فَمَا أَجْمَلُ مِنْ دَخَلَ . وَلِيَّتِه دَخَل مُنْذُ زَمَانٍ . . . فَلَقَد أَصْبَحْت سَيِّد الْمَكَان . . . وَلَن يَكُون غَيْرِك إنْسَانٌ . . . مَهْمَا طَالَ الزَّمَانُ . . . بِقَلَم زِيَاد مُحَمَّد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق