السبت، 31 أكتوبر 2020

عندما كانت الحياة فرحة.... للمبدع فواز الحلبي

عندما كانت الحياة فرحة ،،،
عندما كانت الفطرة سلوكا ،،،
عندما كان رغيف العيش حلالا ،،كانت حمامنا طستا والوعاء إبريق الشاي ،،لكنها السعادة ما تعنيه الكلمة 
كان الإفطار بضعا من حبات الزيتون وقليلا من ماء وزعتر ، ،كثيرا من الناس لا يوجد في بيوتهم زيتا ولا سكر ،،،
لكنها كانت جميلة ورائعة  وكانت البيوت من طين وكان الفراش والفرش حصير ،، لكنها كانت ممتعة ولذيذة ،،
لم تكن هناك مخابزا ولا أفرانا وكان التنور  مهرجانا  ،،وكان الصباح مع عجين الخبز ورائحته سعادة ،،
كانت الأسرة كيانا ،،،حصنا ،،كانت العافية جبالا ،،،
كان سراج الزيت مؤنسا ،،،وضوء القمر مسامرا ،،،
كانت حكايات جدتي سحرا ،،شعرا ،،،لحنا هادئا ودواء   ، ،،،كل الأشياء كانت جميلة 
لم تكن الشاشات ولا الكمبيوترات ولا الموووووبايلات ولا النت ولا الصخب ولا الضجيج ولا الفرقة ولا العزلة ،،،
كانت الحياة جميلة بناسها بأشخاصها ببساطتها ،،،
كان المغرب انتهاء اليوم والعمل والركض خلف الدنيا ،،،عندما يبدأ الليل فالليل للراحة وبعض من سهر بسيط بعد تناول العشاء كل يعانق فراشه ،،لم تكن هناك أسرة ولا غرف نوم 💤 مستقلة ،، كانت الغرفة الواحدة فندقا تسعا وتسعون نجمة من سكينة وألفة ومودة وتآخي الكل إلى جانب بعضه 
الذكور في جهة والإناث في جهة والأنفاس ممتزجة ،،،كانت الحياة. جميلة بالعفوية والمحبة والرحمة والبركة والعفة والغيرة 
كم كانت رائعة علاقة الجيران ببعضهم ،،،كانوا أهلا وأحبابا و صحبة صالحة ليس لأحد مطمع بأحد ،،
كانت الحياة جميلة ،،كان الناس بشرا 
الكل سواسية ،،،يتعاونون ،،،يتزاورون ،،،يحتفلون ببعضهم ويتساعدون 
لا ينسى غنيهم فقيرهم ،،ولا كبيرهم صغيرهم في المرحمة كانوا يدا واحدة 
بهم كانت الحياة جميلة ،،،
كم اختلفت مفاهيم الناس عن الماضي ،،كم تغيرت نفوسهم ،،كم استعبدتهم المادة ،،كم باعدت بين القلوب ،، كنا نتلذذ التمر والسمن 
واليوم آلاف من صنوف الطعام والشراب ،،،(الببسي ،،والسفن ،،،ورند بوي او بول لا أعرف وألف نوع ونوع وأزياء ورياء وطائرات وقطارات وسيارات و  ياختات 
 وملاهي وكبريهات وفنانات وراقصات ) لكن لا سعادة ،،عفوا نسيت القصور والفيلات والعمارات الفارهات وووووالشاليهات ،،،،أي نعم الشاليهات وبيقولوا لها البيلاجات أو بلوتوهات لا أعرف لكن لا سعادة ،،،لأننا نكذب على خالقنا ،،على أنفسنا ،،نهرب من حقائقنا 
لم نعد نستحي كما كانوا  ،،،كانت السعادة. تستحي منهم فلا تفارقهم ،، أما نحن فتستحي السعادة أن تحل بنا ،،،
كانت الحياة جميلة .
بقلمي : فواز محمد الحلبي 
31 /10 /2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق