الطيور...للمبدع غسان دلل

الطيور

لا أحد يعرف..

حقيقة..

ما تشعر به في الأقفاص الطيور..

فهل تتألم..

وهي تغني تحت جناحها المكسور..!؟

أم تقفز بين القضبان..

راضية..

فرحة بقدرها المنظور..!!؟

فالحياة قفص..

الأثرياء خارجه..

ونحن الطيور..

فقدر الفقراء..

قدر البسطاء..

قدر المساكين..

هو..هو..

السجن في الفقر ..

السجن في المرض..

في الجوع..

السجن في الخوف..

في الذل داخل الجسد..

في الطفولة..

في الكهولة..

في ربيع العمر..

في تتالي الفصول..

منذ الأمس..

منذ قدم العصور..

فلنغنّ بدل البكاء..

فلنغنّ مثل الطيور..

فالصمت لم يجد..

الصراخ لم يجد..

الثورة لم تجدي..

ولا أنين السماوات..

ولا حتى الحروب..

في تغيير المعادلة..

وتحسين الأمور..

فلنغن..

للشمس..للريح..

لمواسم الحصاد..

للإنسان المقهور..

فلنغن..

للبحر..للبدر..

للحب..للعدالة..للحرية..

للإنسان المغدور..

للإنسان الذي في أوجاعه مطمور..

فلنغن بكل الكلمات..

لنغن بكل اللغات..

نرسم وجه الماء بالقمر..

ونرسم في قوس قزح وجه البشر..

نثقب جدران الصمت..

بالأحرف..

ونهدمها بأحلى الكلمات..

فلنغن..

من وراء القضبان..

فلنغن..

في عراء الليالي..

في النار..

في برد الخيام..

فلنغن..

في البراري ..

في التلال..

في البحار..

وفي المنام..

فلنغن..

مثل الطيور..

فالغناء يفرح القلب..

يشحذ العزيمة..

يقوي الصمود..

يقهر الآسر..

ويحرر المأسور..

فلنغن..ونغني..

لعل في غنائنا..

ينتشر الحب والجمال..

فتتغير الأحوال..

وتتحرر الطيور..

غسان دلل