. فاضت أحرفي
ما النومُ إلّا راحةَ الأجفانِ
والقولُ إلّا رمشةً بلسانِ
فلتجعلِ النّومَ القليلَ لحاجةٍ
وبما تقولُ لنصرةِ الإيمانِ
واجعل يراعكَ سيفَ حقٍّ ناصراً
فأنا جعلتُ الخيرَ نصل بناني
وأخذتُ من نورِ الحقيقةِ جذوةً
وجعلتُ عتمَ اللّيلِ كالأفنانِ
في صحبةِ اللّيلِ الطّويلِ مشاعري
وكأنّها في صفحتي لعياني
فاللّيلُ يهدي الخائبينَ هدوءهُ
ويحرّكُ النّسماتِ في الأشجانِ
في تارةٍ قلبي يهيجُ بنبضهِ
في تارةٍ حزني على الأوطانِ
في تارةٍ أرمي عدوّي نبلةً
في تارةٍ أهجو صديقَ الخانِ
وحبيبتي تغفو على قلم الهوى
هيَ تطمئنُّ بهالةٍ لكياني
وأنا أشيحُ بناظري صوب المدى
والفكرُ يجمعُ لليراعِ معاني
فجعلتُ من وحي النّجوم قلادتي
علّقتُ فيها من شذا ألواني
ملء السّنابلِ كُدِّست في بيدري
والحرفُ يجري خارجَ الدّيوانِ
صارت دواويني على أسمائها
نهراً لكلِّ مسافرٍ عطشانِ
في زحمةِ الشّعراء فاضت أحرفي
وتراقصت كالزّهرِ في البستانِ
في بحر شعري تستقرُّ وفودهم
فيه الدّواءُ لراحةِ الإنسانِ
من كانتِ الهيجاءُ قضّت نومهُ
لاقى بشعري مقتلَ العدوانِ
من كانتِ الفتياتُ خانت قلبهُ
يلقى بقولي نعمة النّسيانِ
من ساءَ ظنّاً بالنّساءِ جميعها
فلديَّ من ضحّت لأجلِ مكاني
سحبٌ توالت والسّماءُ تلبّدت
لكنَّ نوراً لاحَ فوق زماني
مهما الوحوشُ تكاثرت بزماننا
فجميعُ خلق اللهِ للأكفانِ
فالحقُّ يعلو لو بعيداً كشفهُ
فالوعد كان بصبغةِ الرّحمنِ
كلُّ المذاهبِ في الطّريقِ لواحدٍ
ومثيلُ درب الحقِّ في القرآنِ
من ساءَ ديناً سوءهُ من نفسهِ
فاللهُ يبقى واحداً لا ثاني
لم يرضَ ربّكَ ظالماً في حزبهِ
من غابر الأزمانِ حتّى الآنِ
قولُ الحقيقةِ دائماً منجاتنا
٠٠٠ في أهلها .... للغيرِ بالكتمانِ
ياسائلاً عن شاعرٍ وصفَ الدّنى
غطّى عليه الدّهرُ كالأجفانِ
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق