الخميس، 29 أبريل 2021

عصر الزيف... للمبدع عمر عبد الرقيب الديم

'
      "  عصر الزيف  "

طال هذا الليل وازداد السهر
وسألت القلب هل يخفى القمر

قال حقاً إنه يبدو المسا
ويقل النور في وقت السحر

وإذا غاب علينا واختفى
حس نبضي بمفاهيم الخطر

قلت ماذا عن ظلام دامس
مُدْلَهم هدَّنا منذ الصِغَر

وسواد حالك في غيهب
وكهوف الرعب في بحر وبر

قال مهلا لا تزدني حرقة
ذاب صمامي بخوفي وانصهر

خيم الذعر وأنهى خافقي
بذهاب النور يكسوني الضجر

ما الذي ترنو إلى إيصاله
وتشد القول في كر وفر

قلت فاسمع لكلامي وانتقي
بوح من شهدي محلَّى بالدرر

واغترف من نهر صب حائر
واستمع مني لمضمون الخبر

إختفى المعروف من بين الملا
وانتهى الإحسان من بعض البشر

وبدا القبح جليا في الجوى
وتربى مثل أغصان الشجر

وتخطى سالكا درب الغوى
ينشد الأفاك من نغم الوتر

كم تناسينا أعاصير الصبا
ونزعنا الشوك من بين الزهر

وطوينا البعد من أجل المنى
ونشدنا الوصل من طول السفر

ذهبت أيامنا ضاعت سدى
أثر الحبل على متن الحجر

لا يدوم الجدب في أرض الفلا
عندما تنساب أمزان المطر

هل ستبقى ظلمة الحقد مدى
أو يزول الخوف بالصبح الأغر

قد مضى نبع الوفا في عهدنا
واكتوى الإنسان من زيف الصور

ما بقى يفنى وما كان انتهى
لا يزول الخير أو طيب الأثر

من دروس الدهر يقتات الفتى
يرتشف منه المعاني والعبر

خفف الآهات من نار الجفا
وامسح الأحزان سلِّم للقدر

بُث شكواك إلى رب السماء
عنه لا تخفى النوايا يا عمر

في زمان الزيف يزداد الأسى
ويسود الجهل إن زاغ البصر

   
   عمر عبدالرقيب الدِّيمْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق