كما الصباح يأتي أيضآ يأتي المساء
لكنك يا مهجة الروح غير موجود
عبثا أحاول أن أبحث عنك
هنا وهناك
عبثا أحاول أن أحتضن عطرك
أو أشم رائحة قهوتك
عبثا أحاول استرجاعك
تسللت مع نسيم الصباح
أو مع ضوء القمر
مع الجداول في السحر
أو مع الريح والمطر
ربما سكنت النجوم
أو عانقت الغيوم
أو صادقت الورد والشجر
لست ادري
لكنك كأحلامي ستبقى
مزروع بذاكرتي
ككحل فراشة عالق
بفستاني الأبيض
تنهمر مع دموعي
تنبثق من دقات قلبي
محبوس باضلعي
كالندى تلامس وجنتي
كأوراق الخريف
تتساقط على قلبي
كثمار الصيف
تشفي روحي
الرحيق لا زال عالقا بقافيتي
كغيث الصحارى
تروي الذكريات مهجتي
كدفء الربيع
مات الصقيع بين أصابع اللقاء
وكبتلات زهر ناعمة
تدغدغ همساتك
مسمعي
أيا رجل الفصول
أنا أعلم آلاف الصباحات ستشرق
واآلاف الأمسيات سترحل
آلاف الساعات بصمت سأتألم
رحلت
كما النوارس ترحل
دون أن تعلم
كم عشقتك
عشقت كبريائك
دفء عينيك
آلامي أبت أن ترحل معك
حتى العنادل تأبى أن تتوقف
عن شدوها الحزين شوقا إليك
أعلم أنك لن تعود أبدا
لم يبقى سوى لهيب الشوق
ونار الجوى
عذوبة الأمسيات
تحت ظلال الياسمين
ذكرى الكلمات وخمرة اللهفات
حبك نقش في الروح
عد إلي كما الربيع أو الشتاء
فالألم أصبح يا شقيق الروح
لا يطاق
لا تجعلني بحبك أشقى
فسري أني أحببتك
بل عشقتك
فوق العشق عشقا
سهير حلاوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق