يا عبــادي حــان النِّـدا للصيــام
والهـلال السـامـي بَـدا بالغمــام
يـاإلهــــي آن الأوان للصـــــلاح
منــك أمــرٌ والطاعــة بـالقيــام
قد عَـلا نـور المـآذن في جـلال
موســم الأربـاح دنــا للأقــوام
هـلَّ ضوؤك فانزاح عنّـا الظلام
حاتـم تعطي والسخا في دوام
ذا هــلال يغـزو الغـروب ضيـاه
نفحــةٌ تُــرام مــن رب الكـــرام
والضِّيا من حسنـه دام اختفـاء
والدُّنا في عشقـه لحـن الغـرام
فـوق شرفـات الليل دار الحوار
بين زينـات الشهـر دون الكـلام
حـول شيخ قاد اللقاء اجتمعنا
واستمعنـا للحـوار فى انسجام
والربيـع الدَّانــي قُبَيْــل الأوان
من حبور تجافيـه عيـن المنام
والحفيف فـي مهـده الوضَّــاء
لو ينـادي يدنـو بـدرُهُ بالتَّمـام
ياعزيـزا بالقلـب دومًــا أقـــام
قد جئتنـا بعـد انتظار وأحلام
غرّدت أطيار الجِنان الحســان
صُفِّدت جِنٌّ والشياطين باللِجام
أنـت للإثنـىٰ عشْــر خيـر البيـان
أنــت للإحســان الهُـدىٰ كالإمام
بالثلاثيـكن المنجيــــات نباهــي
ليتهـا تبقـى فـي مِــداد الأقـلام
كـل حلــق بالذكـر رطـب يداوي
كـل داء يُخـاوي الدمـــع والآلام
كـلُ فعـلٍ مـن طائـع وكـل قـول
فـي كتـاب قـد خطـه رب الأنام
مـن يـد الرحمـن سيـول الأمـان
شفـاعـة العدنـان لمـن استقــام
إن تصُم عن سوء شفاك الصيام
إن تقُـم بالليل فقـد هَداك القيام
بالصـلاة تعلــو سِمـات الخلائـق
والزكاة طُهْــرٌ للمال عِـزٌ لِلكِـرام
والموائــد حيــن الأذان انتشـار
غيـثُ الأبـدان صَــوْنُ الأرحـام
بالليــل زائــرٌ يقــرع الأحــلام
أيقـظ العين الناعسـة في ظلام
حان السحور قبل الفجر يسقيك
قم فما يكفيـك شهـرا كـل عـام
فاض ذنبٌ والقلب يرجف من لقاء
والتقيت نبع العطـاء رداء الكِـرام
قــد عزمنــا ألا ندانــي الذنـــوب
والتزمنا فالنفس تخشى من ملام
للــه شكـــرًا أن بلغنـــا منانــــا
للــه حمــدًا أن علَـوْنـا بِالمقــام
ياإلهــي كُلّـي يقيــــن بعفــــــو
منك يحميني إن جفت الأقلام
رافعًــا كفّــي بالرَّجــا كل حيـن
راجيًـا ربّـي منْـك عفـو الكـرام
كل عيب قـد صامت العين عنه
والحواس ســارت خلف النظام
كـل الجـوارح صانهـــا الحـلال
فصامت بامتثــال عن الحـرام
الصــوم روح تحيــي القلــوب
للّٰــه وحــده صِـــدق الصيـــام
بقلمي / سلوى زافون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق