الأربعاء، 12 أبريل 2023

الإنسانية حضارة...للمبدعة أريج الحلاق

( الإنسانية حضارة)
الضرير ليس في البصر
وإنما الضرير في القلب والروح
في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك
كانت السماء مليئةباالغيوم تهطل أمطارها بغزارة كنا ذاهبين أنا وعائلتي في زيارة أقود سيارتي مسرعة وأنا في الطريق رأيت من بعيد طفلا" يقف في منتصف الطريق تسير سيارات من حوله عند إشارة المرور وقبل أن أصل إليه انتفض قلب أمي الرقيق حزينة ياالله مابه لماذا هكذا تمهلي يابنيتي لنرى ما حل به؟؟؟؟اقترب الطفل من نافذة السيارة وعيناه الخضروتان مليئة باالدموع يرجف من برده وخوفه
قلت له: مااسمك ف أجاب: ضرير مابك لماذا أنت هنا؟؟؟!
فما به صرخ بصوت مرتفع أنزل كل يوم لبيع المحارم،، لكن اليوم ضعت بين البشر وغرقت من صقيع الجوع والعطش
لا أعرف أين ذهبت أمي وأخواتي روح وقلب لم أجدهم في خيمتنا داخل الحديقة، تقطع نياط قلبي لكن لم أظهر ذلك
لضرير لاأريد أن يكسر أكثر نزلت من سيارتي وأمسكت يداه كانت عيوننا مقابل بعضهم البعض قائلة: أعدك أن أساعدك تعال معنا نظر قليلا" وهو يفكر؟؟! أجابني : لا أريد وذهب لحقته ياضرير أرجوك أن تسمعني سأعدك ونبحث عن أهلك لاتقلق ابتسم أجل سأكون معكم،،، عدنا إلى السيارة وفتحت له الباب وأوصلت أبي وأمي إلى منزلنا بقي ضرير في السيارة ينتظر جلبت له غطاء وأكل وذهبنا سويا" في الطرقات جاري البحث في الأماكن القريبة من الحديقة لم نجد أحد والليل برياحه وأمطاره يروي تعب المساكين وشقاء الروح والغربة
فماكان لي إلا أن أضع خبر في المشافي والمخافر عن العائلة وتركت أرقامي هناك لعل يصلنا عنهم أخبار جيدة وبقينا طوال الليل ندور في الأمل لو نقطة في بحر المعاناة
والألم،،، لم نشعر باالوقت وماكنت أنظر للساعة وإلا الخامسة فجرا" ويانبض قلبي ضرير نام من سواد الهلاك المرسوم حول عيناه،،،،،فعندئذ عدنا إلى المنزل فرأيت أمي تدعو وتقرأ القرآن الكريم ووجهها يبتسم الحمد الله على سلامتكم مامن شي جديد عنهم ف بين أردت أن أجيب رن هاتفي المحمول
أنه رقم غريب فتحت الخط وإلا رجل يقول أني الطبيب خير الدين من مشفى الوفاء،، حضرتك نور أجبته: نعم ! لدينا امرأة وابنتان يلقبونها أم ضرير في غرفة العمليات الآن سأتي حالا"،،،، أخذت ضرير مسرعين كانت دقات قلبه تزداد يرتجف لا أصدق!!!! وعندما دخلنا المشفى ركضو أخوات ضرير إليه
أمي ستموت تتركنا وحدنا ياالله تلك اللحظة؟؟؟؟؟؟؟اغمرتهم إلى قلبي ضمة حنان أدعو معي اللهم يارحمن يارحيم أن تخرج أمنا سالمة غانمة وأشفيها من كل وجع ياقادر على كل شيء أنت السميع العليم،،،، خرج الطبيب من غرفة العمليات يبشرنا أم ضرير بخير تجاوزت مرحلة الخطر،،، كانت عمليتها
استئصال الرحم بسبب الكتلة الخبيثة المنتشرة داخله التي كانت تمزقها ألما" الحمد الله على السلامة فردد الأطفال ببراءتهم أيضا" الحمد الله والشكر لله،،،،مابين أن دخلو الغرفة مع أمهم يرتاحون بعض الوقت نزلت أنا وضرير نشتري الطعام والشراب وصعدنا نطمئن عن أمه ليتها تصحو من تأثير المخدر وفلذات كبدها بجانبها يمسكون بيدها وبعد قليل
بدأت تستيقظ وضرير وروح وقلب يملؤون المكان باالفرح
أمي الحمد الله أنك معنا الآن الحمد الله دائما" وأبدا"
لن يقطع الله الرحيم بعباده هذه الآنسة نور وتحدث لأمه كل ماجرى معه،،،،،مثلما كنت تزرع الأزهار وتقول لنا كلما سقيت أنبتت الخير والجمال والعطاء للجميع وتعلمينا تنظيف المكان وأن نعمل بتعبنا وعرق جبيننا أرسل الله لنا حصاد مازرعنا
فتعليم القيم الأخلاقية الصدق والإخلاص والعطف والأمانة...
(هي أساس في بناء جيل متميز ينهض به مجتمع إنساني راقي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق