الثلاثاء، 11 يوليو 2023

انتماء.. للمبدع مفيد أبو فياض

انتماء :
أنا لا أَعبثُ بإرثِ أمي وأبي
أنا أُكمٍلُ مَا تَرَكَاهُ
مِنْ عقودٍ قبلَ إتيان الرحيل
ربَّ ليلٍ مرعبِ...

حقولُ علمٍ وأدب واحتشامٍ
 زُرعتْ بذهني
مُذْ كُنتُ صبي...

لَمْ يَكُنْ ما عَشَاهُ طويلاً ...البؤسُ
والقهرُ أَدركهما قبلَ انتصاف
الطريق فقضيا قبلَ 
أوان المغربِ....

أَواهُ كَمْ بَكى الطريقُ لِخطوهم
وَكمْ ناحَ عليهم
سربُ الحمامِ
الأصهبِ...

حَتَى النجوم وَقفتْ دقيقةَ صمت
وانحَنَتْ عندَ سَماع
المنادي
والقمر ...أَوقفَ برامجَ العشقِ
وَصارَ يُصلي للسماءِ
والنبي...

كَمْ تَعِبَا
لازلتُ أَذكرُ العرانيسَ في حقلِ الذُره
والقمحُ يَفيضُ حزناً ...يُواسي
الترابَ المُعشبِ....

.ذالكَ الغربالُ الذي إنْ اهتزَ
يَجود....بخيره
لِيروي قحطَ زمانٍ
مُجّْدبِ....

أياماً من ضالة العمر مَشَتْ....
حِلمُنا أنها لَمْ تَعُد
لكنها مَاجتْ بنا جروحاً وحروقاً
ياذا الزمان المقشبِ....

كم.قارعتنا تلك الحروف وكم حَبَتْ
نحو السطور ...لترسمَ 
حكايانا فوقَ أديمِ
الكوكبِ....
فلا كتبتْ أصابعي ولا كنتِ بما
خطرَ ببالك
تكتبي....

غزلَ الصمتَ كلانا بقبلةٍ تاهَ
الكلامُ وضجَ الحنينُ
في اللقاءِ
المُنَضَبِ....

أََنَا لا أَغسلُ عيوني إلابكِ 
وانتي في شرايني
دموعَ قلبي
تَسلبي... 

وَلا أَحتسي كأسَ نَبيذ أَوعصير
من غير أن تَتذوقهُ رُوحكِ
وأنتِ منهُ تَشربي...

تعالي سنبحثُ معاً عن ما جناهُ ذاكَ
الزمانُ من أواني وخوابي
ذاكَ السراجُ العتيق
أَينَ الآنَ يَختبي....

كانتْ تقولُ أُمي في بيتنا كنزٌ ثَمين
مَدفونٌ تحتَ القناطر
في بئرٍ عميق
ذهبتُ دلائلهُ وأَنتِ صغيرة
حينَ كنتِِ تَلعبي.. 

أَلا تذكرين أَرجوحةَ الزمن العتيق
معلقةً بشجرةِ التوت
وذاكَ الحبلُ المعثُ
المُوصِبِ...   

و ذاكَ البابُ الموارب الذي لايحبُ
أَنْ يُغلق أو يُفتح....
لِيُرَى منهُ الرهطَ عندَ مرورِ 
الموكبِِ.. 

كان حِملُ قشٍ ووعاءٍ من نحاس 
يعتلي ظهر البعير
وجفٌ
من الجلدِ ذو قميصٍ
أَشّْيَبِ
يَسوقُ بهِ رجلٌ عجوز
يُذكرني بقارع جرسِ كنيسة
نتردام ذاكَ النزيلُ
الأحدبِ...

ذاكَ التراث أرجوحة العمرِ المرير...
تذكرهَ كواتُ القلوب...
وتخيط به صور الخيول
على جيوبِ المزهبِ

لكني لَمْ أَكنْ أُضيعُ شيئاً لأبحثَ
عنهُ.. إنما كنتُ أَبحثُ 
عنكِ في ذاتي
أَنتِ ميراثي الجميل
فَلا تَسّْتغربي.....
مفيد----------------------------------------                                      🇸🇾أَبوفيَّاض/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق