السبت، 3 أغسطس 2019

على أرصفة الزمان ----- للمتألقة نجلاء جميل

** على أرصفة الزمان **
كان يا ماكان في ذاك الزمان البعيد ، والقريب من الفؤاد ، كان ذلك الملك يقطن في زاوية من زوايا قلبها المهترئ إثر أعاصير عناد الزمن لها ، رفضت يوما أن تستسلم لضعفها ، ولا أن تعزف لحن المنى وأبت أن تتراقص ستائر الأمل على مرافئ أشجانها .
استكانت وصرختها  في تلك الصومعة التي سيجتها بكل خوف ممن حولها ،  وزينتها بكبرياء وقوة مغلفة بكذبة ندية اسمها  شيخوخة الفؤاد ، أضناه الألم تارة ، وأشقاه متاهات الدروب  تارة ، وأُسدلت عليه ضفائر اللاحياة واليأس  تارات . 
ذلك الزائر قد أتاها من  بين سكرات العمر وترنحه ، ليجمع شتات روح تبعثرت على ضفاف أمنيات ماانفكت  تحتضر على عتبات السنين الماضيات .. 
تحت ظلال الانتظار وأغصان زفرات  الياسمين الذابلات ، وعلى حين غُرة ارتعش النبض واهتز الفؤاد ، فانتابها فزع بين مآقي الضلوع أوشكت أن  تسميه أوهاما  وملمات ...
أهو وجع أقرضته  لها الأيام ، أم هدير شوق لروح غابت عنها شذرات الربيع ، وكأنها حلم قد صحا من غفلته  ليعانق نبض حياة ، تلملم بقايا عمر استبيحت روابيه ممن كانوا أشباه غيث  وقطرات ندى من غيوم حسبناها يوما دامعة على قفر بين الحنايا البائسات ،  ولكنهم  كأذرع أخطبوط يلفها بنزيف العثرات ..
  ذلك المزن جاءها بطيف من عبير أنفاس ودفء أوصال  طافت بها عبر سحاب  باكٍ لتحيي قفر فؤاد سجين بين وديان في صفحات أسفار مشرذمة ، سطورها قُيدت 
بأصفاد قاهرات ...
مزن تناثر بين طياتها ، فتقاسم معها الزفرات ، عانقت شمس ضحاها وأسمعتْ للكون نغما على وتر نبضها
يا هذا .. من أنت ..  ولماذا .. ومتى.. ولِم تكون دونهم من يفك تلك الأصفاد من حول معصمي الوتين !؟
همس  بقلبها أيا حبيبه هل لي بسكن بين أسفارك لأكون أجمل أقدارك ؟
ترنمت بوميض شوق ..وماذا بعد يا قدري ..؟! 
قد كان هو من ملك الروح والألباب ، عاث بين الضلوع ليعتلي عرشها  فيُتوج مَلك مملكة قد غاب دهرا   عنها الفؤاد ، وبسهم من  نبضه استرد عرشه فاستحق الروح وتملّك الأمر على المدى ،لو كان في العمر مداد
هو ذاك الملك الذي ما عرفت عطرا لغيره ولا غيثا لخريف يكسيه ربيعا ، وماذا بعد يا قدري ؟ ...
وماذا لو أينع رماد عُمر وأزهرت به السنون العجاف .... 
وما زلنا على أرصفة الانتظار الحائرة ، 
في رحلة أثقالها فاقت ما بين الصدور ثائرة ...
.... وتبقى للحكايا بقية .....
# نجلاء جميل #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق