قراءة أدبية مكثفة لقصيدة الشاعر السوري غسان منصور...بقلمي المتواضع جدا...ليلى
مدي يدكِ
===========
مدي يدك
وهاكِ ذراعي
فأنا مثلك يامنيتي
محطم مركبي
ومهترئ شراعي ...
حلمي أنتِ ..!!
على الطرف الآخر من الشوق
حلم تسامى
أعالي القمم
حد الغيوم
بل فوق ...
مدي يدك
ولا تترددي
فإما يكون السقوط معا
وإما أن نجد للنجاة طوق ....
.... ...........
سال الأصمعي أعرابية عن الحب
فقالت...هو في الصدور كامن كمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى.......
الغزل : نزعة إنسانية كامنة في اعماق الوجدان تكللها العاطفة وتجلها المشاعر وهو زهر القلوب وعطرها ..........
وهذه القصيدة هي لوحة إبداعية تنتمي إلى هذا الفن الجميل ،وإذا امعنا النظر في أعماقها فنرى :
_ انها تبنى على الثنائية المتكاملة بين العاشق والمعشوقة فهما بنفس الشعور وذات المعاناة لذا المطلوب هو التفاعل والتكامل بينهما حتى يبتعدا عن طريق الهلاك ....
فلذلك بدأ الشاعر كلامه بأسلوب إنشائي طلبي بصيغة الأمر (مدي يدكِ ،وهاكِ ذراعي )
أي هاتي وخذي ...
وتبعها بجملة خبرية توضح لما حصل الطلب (فأنا مثلك يا منيتي )
ثم يوضح لنا معاناته في ثلاث جمل خبرية متتالية تقدم فيها الخبر على المبتدأ :
محطم مركبي
مهترىء شراعي
فيريد أن يخبرها أن الوضع خطير فيه تحطيم واهتراء
وهي الحلم والأمل المنقذ في وسط هذه العواصف الهوجاء فيعلق عليها الأمل فيراها :
الحلم المتسامي فوق الغيوم وفي أعالي القمم ...
ولكنها بدونه تسقط وهو بدونها ينهار
فهو وهي إما يسقطان سويا وأما ينجيان معا ...
الظواهر الأسلوبية :
_البنية الثنائية :
وكانت لافتة منذ بداية القصيدة
(مدي يدك وهاك ذراعي
وكانت نهايتها بنفس المعنى
فإما يكون السقوط معا
وإما نجد للنجاة طوق )
وقامت هذه الثنائية على التوازي والتوازن بين الجمل لينبض الإيقاع من أحشاء النص ....
_ التقديم والتأخير :
فقد كان لافتا في أكثر الجمل وذلك لأن الخبر كان ملحا في نفسية الشاعر القلق على المصير اذا لم يحصل التكامل بينهما :
محطمٌ مركبي
مهترىء شراعي
هذا وكانت الفاظ القصيدة سهلة سلسلة غير مبتذلة اتت عفو الخاطر
وقد ورد فيها بعض الانزياح :
محطم مركبي
مهترىء شراعي
حلم تسامى أعالي القمم
وهذا الانزياح أتى ليسكب جمالا وابداعا وليبعد الملل عن نفس القارىء /المتلقي...
وخلاصة القول :
القصيدة ولو كانت قصيرة نسبيا فهي تختزل كل ما يدور في خاطر صاحبها بسمو المعاني ورقيها فهي لوحة غزلية راقية بكل المعاني النبيلة شكلا ومضمونا......
مع تحيات ...ليلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق