الخميس، 18 يونيو 2020

أقلام المستقبل.... للمبدع محمد فارس با نصر

اقلام المستقبل:الجزء الثالث والاخير من قصة تونس تنتصر على جائحة كورونا
 .
 تلك الرقعة الصغيرة المنسية في خريطة العالم تشع حبا وعطاء وتزخر بشعب يفتدي النفس من اجل الوطن.. بلادي التي كنت أتوق الى مغادرتها.. احتضنتني ملء حضنها ..حضنا دافئا يسع الجميع.. بلادي و أن جارت علي عزيزة.. وضعت يدي في يد الجماعة وتصدينا الى المرض بل نجحنا في البقاء على قيد الحياة رغم ان الموت كان يحاصرنا.. الموت ما أقساها كلمة.. تهز المباني ويركع الإنسان أمامها مهما طغى وتجبر.. الموت يترصد بنا من جديد وأنا اليوم دكتور كبيرا معروف يتصدر اسمي كل المجلات العلمية لا أهاب الموت وسأقف له بالمرصاد.. أمسكت حبيبتي وارتديت ميدعتي البيضاء مثل المرة الأولى والتحقت بالركب ولكن هذه المرة لم أكن ألبي النداء على مضض بل عن طيب خاطر فالواجب يناديني ولا أنكر الجميل فوطني قدم لي الكثير وها أنا عازم على رد الجميل وسأفدي كل شبر منه بروحي.. قبلت صورة ابني على المكتب وابتسمت ابتسامة الفخر وغادرت عيادتي نحو المشفى متطوعا بالعمل فيه ليلا ونهارا وأنا على يقين أننا سنهزم المرض سنوقع به مثلما فعلنا في المرة الأولى .. مرت الأيام ثقيلة وتكبدنا الخسائر وأنهكت القوى واحمرت المدامع وهاجرنا النوم ومر الوقت ونحن لا نميز فيه الأيام فجميعها متشابهة ولكن حصل حدث ما كنت على يقين به.. وانتصرنا.. اكتنفني السرور وجلل كياني كله حتى انه ما عظم ما قد سرني أبكاني وطفر دمعي وأنا أقرأ خبر برء كل المصابين وتماثلهم الشفاء.. أجل تغلبنا عليه وطردناه من تلك الرقعة الصغيرة التي لم تنس في خريطة العالم فحمدا لله الذي أزاح عنا الوباء ورفع منزلة العلماء وجعل حب الوطن من الإيمان......
من تاليف محمد فارس بانصر 11سنة رأس الجبل بنزرت  تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق