فجأة..صحوتُ من سباتٍ
لا أدري مداهُ وقالوا لي أنتَ طفل..
قلتُ أنا طفلٌ أحب الحياة..
بكل ما فيها من هواء.....................
لم أكن أعرفُ ما هي الطفولةَ
سوى أنها جوعٌ وأملٌ وبكاء................
لعبٌ..صخبٌ..عبثٌ..حبٌ..
كلها كانت تشعرني بالبقاء....................
طفلٌ أنا قالوا..ولم أصدق أنني
قدمتُ لحياتي وأنا لا أعرف .
.حتى النداء.................................
الطفل أنا أحتاجُ كل شيء من
الرعاية..في الحب..والصحة ..
والطعام والكساء.....................
أحتاج كي أكون طفلا..معافى..
أن اجد لنفسي مكاناً..أتعلم به..
من الألف ألى الياء........................
أحتاجُ أن ألعب..وأن أمضي أوقاتي
مع أقراني..دون أي عوائقٍ أو عناء................
أحتاج مأوى أعيشُ به مطمئناً...راضياً
أجد فيه سعادتي ..وأمانيَ بلا شقاء..................
ماذا وجدتُ ياسادتي..وجدتُ أني
لا ملجأ لي ولا حضناً يأويني
..ولا شفاء..............................
وجدتُ تعاستي تسبقني..تشقيني..
تمرضني..وتتركُ في روحي
كل الدمار والشقاء...........................
وجدتُ أن لا علم ليَ ولا ثقافة.
.ولا لعباً ولا حتى السماح لي بالإرتقاء.........
ياسادة العالم..يامن تزرعون الكلمات
في حياتنا..عناوينَ تسعد كل شيء
بلا استثناء ..............................
أين أنتم ..أين هذا الطفل..الذي منذُ ولدَ.
.لم بجد إلا البوؤس والكدر والإنحناء .................
أين كرامتي..أينَ مكانتي.
.أينَ إخوتي..وأنا الطفل الذي سأبني.
.وسأكون..لوطني كل الحب والرجاء...................
إن أردتم أن أكون منكم كما أزهاركم..
كما كل ما تملكون أعطوني فرصتي للدعاء.................
حضن أمي..أين أمي..أين أبي..أين إخوتي.
.أنا ما وجدت سوى حزنٍ وانطواء...........................
فأبي جائع..وأمي تسأل الناس
وإخوتي ضائعين..وجيراني يبكون.
.وكلهم يدعوا السماء.............................
لعل المطر يجود عليهم بطعامٍ..
بكساءٍ..ومأوى..من بردٍ..من حزنٍ
..من خريفٍ أو شتاء.........................
لعل القلوب تلينُ بين حينٍ وحين..
وتعرف..أن الحياة..ليست
.انفراد..بل هي جميل اللقاء.......................
ومن يدري..قد اصبحُ أنا الطفل.
.بين أيديكم..ما ترغبون...وتشتهون..
وتدعون كعيشتي الحمقاء.........................
أنا أحتاجكم..بكلي..بقلبي..بروحي.
.بكل مافي النفس من أمل ضئيل.
.لكنه كما الشمعة العمياء....................
أنا الطفل البريء..الجريء
..الذي يقاضيكم..يناجيكم..يطالبكم..بكل ما تدعون
..بشعاراتكم الجوفاء............................
قد يأتي اليوم..الذي به تشعرون..
أن وجودي..كطفل..هو أهم أولوياتكم...
لبدء العمار والبناء.................................
حقكم خذوه مني كاملاً.
.ولكن قبل أن تأخذوا...عليكم أن تعلموا...
أنني أعيش معكم..وليس بالفضاء.......................
أنا طفل..أنا بشر..
أنا من دمٍ ولحمٍ..لكنني..
ما زلت أحتاج..حتى أقوى..إلى ارتواء ...................
أعطوني...طفولتي.
.أعطيكم مستقبلكم.
..فإن أحسنتم..طفولتي
..حصلتم مني..على إخلاصي.
.وعملي..بكل...صدقٍ...ووفاء........................... .
""""""""""""""""""""""""""""""
قصيدة ( أنا الطفل ).
بقلمي محمد رضوان البيش.
سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق